غارقات في بحر الحياة
أكتوبر 20th, 2008 بواسطة Mr. A
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفة مصارحة
انا راح أتكلم بلسان بطلة هذه القصة اللي هي ( ندى ) .. وهي فتاة في مقتبل العمر , جميلة و جذابة , ممشوقة القوام ورأسها دائري على عكسي تماماً عشان كذا الموضوع يعتبر خيال علمي
***************************
البداية
تررررن تررررن ترررررن ( صوت منبه الجوال )
يوووه ما ابي اقوم ..!
تررررن ترررررن تررررن ( يعني لازم اقول لكم انه منبه الجوال ؟ )
يوووووووه منك !
ترررررن ترررن .. طخ .. تر ر ر ر <<— رمت الجوال على الجدار وانكسر
دحرت ( ندى ) الشيطان واستيقظت من فراشها لكي تستعد وتتجهز للمباشرة في عملها الجديد فاليوم هو أول يوم ٍ لها في مهنة التدريس .. أخذت دشاً سريعاً و ارتدت ملابسها واستشورت شعرها ثم وضعت قليلاً من الروج وقليلاً المسكره وقليلاً القلوس والقليلاً من كريم الأساس لكي تكتمل لمسات الديكور على وجهها .. بعد ذلك ذهبت لكي تتمغط أمام نافذة غرفتها وهي تنتظر سيارة نقل المعلمات التي سوف تقلها إلى عملها .. وقفت أمام النافذة ولم ترى أمامها سوى بعض عمال الصيانة الذين أفنوا حياتهم في الحفر أمام منزلها بدون ان تعلم السبب <<– ولا زالت الأسباب غامضه إلى يومنا هذا !
رجعت إلى سريرها وبدأت بالتقاط أشلاء جوالها .. ثم بعد ذلك فتحت درج الكمدينه وأخرجت صمغ ‘ بتكس ‘ وبدأت بتلصيق أجزء الجوال معاً .. بعد أن انتهت من تجميعه وتلصيقه ضغطت على زر التشغيل وظهرت امامها شاشة الترحيب الخاصة بجوالات نوكيا ( ذيك اليدين اللي تسلم على بعض ) ولكن لفت انتباهها شيئاً غريب هذي المره ! .. وجدت أن إحدى اليدين قد جبرت بالجبص ولفت بالشاش <<— انكسرت من بعد رميت الجوال على الجدار
في هذه الأثناء يرن جرس المنزل .. تذهب لكي تلقي نظره من نافذه غرفتها لتجد سيارة النقل قد وصلت .. تنزل من غرفتها مسرعة وتركب في السيارة للمرة الأولى .. عند ركوبها تتفاجأ بوجوهٍ مخيفه .. فتشعر بأنها ركبت في سيارة نقل الموتى بالغلط ولم تركب في سيارة نقل معلمات ..! تنظر بريبه إلى وجوههم الكئيبة المسوده لتجد فوق رأس كل واحده منهم غيمه سوداء يخرج منها الصواعق والبروق <<– واضح ان فصل الشتاء للحين فوق روسهم
وفجأة ً رأت من بين تلك الغيوم والسحب وجهاً مشرقاً مشعاً تتكبكب منه الإنارة من كل جهه ( للمعلومية بس تراها مهيب ماطور كهرب ولا هوب لغز .. يعني لا احد يحاول يفكر رجاءاً ) وجه لو رأته الشمس لوضعت نظرتاً شمسيه لكي لا يعميها من شدة إنارته .. وجهاً جميلاً .. مبتسم ً .. متفائلاً .. كـ وجهي تماماً .. سلمت عليهم وجلست بالقرب من الشمس .. أقصد بالقرب من الفتاة المشعة .. جلست بينهم والصمت والرهبة يعتليان محياها
في هذه اللحظة بدأ شريط حياتها يمر أمامها .. تذكرت عندما ذهبت للمدرسة لأول مره .. عندما نعتتها الطالبات بـ ‘ المصرية ‘ لانها جلبت معها فسحتها المدرسية ملفوفتاً في كيسه تخرفش بدلاً من ان تشتري من المقصف ..! تذكرت أيام مراهقتها عندما كانت تسهر إلى وقت متأخر لكي تشاهد مذيع البرنامج الوسيم الذي يقدم نشرة الأخبار في القناة الثانية لكي تخبر صديقاتها في الغد عن مدى جماله وعن مدى إعجابها به ..! تذكرت حفل تخرجها من الجامعة عندما ذهبت هي وزميلاتها إلى مطعم ٍ فاخر في برج المملكة كي يتميلحوا ويحتفلوا بتخرجهم فصعقوا بأن الفاتورة أصبحت مكلفة ً جداً وهم طفرانين فاضطروا أن يغسلوا مواعين ذاك العشاء بأنفسهم ورهنوا جوالاتهم ايضاً لحين تسديد باقي المبلغ
تذكرت عندما بشرها والدها بوظيفة مدرّسة والتي كانت من سوء الحظ خارج الرياض ..! ولكن ما هون الأمر عليها هو وعد المسؤل لوالد ( ندى ) بأنها خلال سنة من مباشرتها ستنقل إلى أقرب مدرسة لبيتهم … ومن يعلم فمن الممكن بعد أن يخليها تداوم في بيتها على وظيفة " معلمة عن بعد " !
بعد أن انتهى الفلم أقصد بعد انتهاء ذكرياتها .. أخرجت جوالها المتهشم من حقيبتها لكي تشغل نفسها بإحدى الألعاب الموجودة به .. فتحت على لعبة الثعبان ‘ الدودة ‘ .. حاولت أن تلعب بها ولكن الدودة لم تتحرك من مكانها ! .. تقترب من الشاشة لكي تحاول أن ترى ما المشكلة ! تتفاجأ عندما ترى الدودة وجسمها بالكامل مغطى بالجبيرة هي أيضاً من بعد رميت الجوال على الجدار !
فجأة تسمع ( ندى ) صوت إحدى المدرّسات .. اهلين .. اهلين , تلتفت ( ندى ) إليها وتجيبها بخجل هلا والله .. معليش سهيت شوي .. تجيبها المدرّسة المشعة بوجهٍ بشوش لا عادي ولا يهمك .. انا اسمي ( ساره ) مدرّسة مادة فنية .. ترد عليها ( ندى ) عاشت الاسامي يا ( ساره ) .. معك ( ندى ) مدرّسة جديده لمادة العلوم وهذا اول يوم لي في الدوام وأول مره اجي معكم في النقل .. ترد عليها ( ساره ) أيه عرفت انك جديده لأني أول مره أشوفك معنا
يقطع حديثهم صوت نزاع حاد بين السائق و إحدى المعلمات .. التفتن ليرين ما المشكلة .. عندها شاهدتا السائق وهو يخاطب إحدى المعلمات خطابا ً شديد اللهجة .. أسمعي يا بنت الناس الحين صار لك ثلاث شهور ما دفعتي لي فلوس النقل .. لو ما وصلني الشهر ذا ولو نصف المبلغ ترى بتضطرين من الشهر جاي تدورين لك واحدن غيري ..! ترد عليه المدرّسة بصوت خافت .. ابشر ابشر الراتب الجاي بعطيك حتى لو أتسلفها .. تلتفت المدرّسة إلى ( سارة ) و( ندى ) وهي مكسورة الجناح وتقول لهما .. وش اسوي يا ناس زوجي ياخذ كل راتبي ..! قولوا لي وش اسوي ..؟! .. ثم بعد ذلك تنزل رأسها وتجهش بالبكاء !
تلتف ( ساره ) لـ ( ندى ) وتقول لها بصوت خافت .. هذي ( حصه ) مدرّسة معنا في نفس المدرسة .. المسكينة زوجها ياخذ اللي وراها ودونها بدون حسيب ولا رقيب , تقاطعها ( ندى ) .. طيب وين ابوها وأخوانها عنها ؟! , تتنهد ( ساره ) وتقول .. ( حصه ) وحيده اهلها , ولما توفوا ابوها وامها راحت تسكن عند عمها .. وهو بدوره زوجها لأول واحد تقدم لها بدون ما يسأل عنه ..! طبعا ً اكتشفت انه راعي بلاوي وانسان مهوب قد المسؤولية .. وكل بداية شهر ياخذ كل راتبها المسكينه !!
طيب ليه ما تشتكي في المحكمة عند الشيخ ويطلقها منه ! .. ترد عليها ( ساره ) تتطلق وين تروح ..! عيالها وين يروحون ..! عمها ما سأل عنها ولا همته حتى ومن يوم ما توفى أبوها وهو بايع البيت ومأخذ فلوسه والمسكينة ما شافت منه لا حق ولا بطال ..!
حسبها الله ونعم الوكيل .. تستطرد بصوت خافت طيب يا ( ساره ) .. هذيك اللي جالسه في الزاوية منهي ؟! .. هذيك اللي من ركبت السيارة وهي كل خمس دقايق تطلع علبة المكياج وتحط على وجهها .. حتى شوفيها كل ما رمشت عينها انكب شوي مكياج على عباتها ! الظاهر من كثر ما حطت مكياج خلاص تقدر الحين تنزل من السيارة بدون ما تلبس غطوة لان وجهها تغطى ! .. تدرين المفروض يحطون لوحة على ظهرها ويكتبون عليها ‘ أبتعد عن الناقلة 100 قدم ‘ وإلا ‘ قابل للإشتعال ‘ لان البنت كلها مواد كيماوية والله يستر عليها لا تحترق
تجاوبها ( ساره ) وهي مبتسمه .. اييييه هذي زميلتنا ( عبير ) .. تقاطعها ( ندى ) وتقول .. اصبري اصبري لا تقولين لي .. خلاص عرفت اكيد عندكم اليوم في المدرسة ‘ يوم مفتوح ‘ وهي متنكره على شكل مهرج .. صح ؟ .. تضحك ( ساره ) وترد عليها .. هههههههههه لا لا هي لها كم سنة وهي على هالحالة ! .. تقاطعها ( ندى ) مره أخرى وتقول .. يعني لكم كم سنة و ‘ اليوم المفتوح ‘ في مدرستكم ؟ <<– ندى طالعه غبية على مين .. ما أدري ؟
ترد ( ساره ) لا لا يا بنت الحلال … هذي يوم كانت صغيرة كانت جميلة جداً و الكل يثني على جمالها .. إلين ما اغترت بنفسها وصارت كل ما تقدم لها رجال ترفضه لأتفه الأسباب ! إما تقول أن هذا يكون طويل زياده عن اللزوم ولا قصير زياده عن اللزوم .. وإلا هذا سمين وهذا نحيف .. لحد ما فاتها قطار الزواج وكبرت .. وهي للحين توهم نفسها انها صغيرة و جميلة والكل يتمناها !
تتنهد ( ندى ) وتقول .. هذا عيبنا حنا يالبنات ! من يقول لنا الواحد انك زينه نبدأ نتشرط و نتطلب .. وكأن الجمال هو الأساس في الزواج ونجاح العلاقات .. نسينا إن أهم شيء الحرص على الدين وحسن الخلق والسناعة ! … ياما فيه شيون ومتزوجين وعايشين أحسن عيشه وما صار لهم شيء .. مهوب لازم الجمال للدرجة ذي عاد ! .. وبعدين فيه نقطة مهمة .. إذا فيه احد حكم على شخص بأنه جميل فهذا شيء يرجع لذوقه هو .. وإذا فيه احد جميل في نظرك فـ ممكن يكون في نظر غيرك عادي .. وإذا على سارة فـ مع احترامي لها فهي عادية جداً حتى شوفيها كل ما مسكت المراية في يدها عشان تتزين تلقين انعكاس وجهها يغمض ولا يحاول يبعد عنها من الروعة ..!
تستطرد .. حتى الرجال هالايام طايحين في حركة غبية ! تلقين واحد شين واسمر مررره وأخلاقه شينه و يدخن ولا مال ولا جمال على قولتهم ويتشرط يبي وحده بيضاء و جميلة و عيونها خضر و شعرها ناعم وطويل مررره لدرجة انها إذا جت تمشي لازم يكون وراها اثنين من الحاشية يمسكونه لا يسحب على الارض ! كل هذا عشان ايش ؟ .. يبي يحسن نسله ههههههههه عاد تخيلي شكل ذا الأسمر بعد كم سنة وهو واقف وجمبه زوجته البيضاء وعيالهم جمبه .. بيصيرون كأنهم طاولة شطرنج
يضحكون مع بعض على شباب هاليومين وفجأة يشوفون سيارة نقل معلمات مسرعه مقابلتهم .. تتكلم إحدى المعلمات وتقول .. يا اااالله تأخروا اليوم وش سالفتهم ! , بالعادة نقابلهم في مكان ابّكر شوي من هنا ..! عندها يخرج سائق النقل جواله ويتصل .. لم تستطع ( ندى ) أن تستمع إلى المكالمة كاملة لأن سيارة النقل كانت مزعجه جداً .. ولم تسمع إلا هذا المقطع ( وش قصتكم تأخرتوا اليوم ؟ صاير لكم شيء ؟ تبين شيء وانا ابوك ؟! ) لم تفهم ( ندى ) أي شيء من المحادثة التي تمت .. ولا انا حتى .. تلتفت على ( ساره ) وتقول لها .. وش صاير ؟ وش السالفة ؟ ترى ما فهمت شيء .. من اللي توهم يمرون ؟ ومن يكلم السواق ؟
تجيبها ( ساره ) هذا نقل معلمات ثاني يجي من نفس المدينة اللي حنا رايحين لها ويروح للرياض ! ترد ( ندى ) باستهجان .. الحين حنا نروح ندرس عندهم وهم يروحون يدرسون عندنا ؟! .. يعني وش قصدهم بذا الحركة .. يبونا نسوي تبادل ثقافات بين المدينتين يعني ؟ ولا معجبهم الخطر اللي حنا فيه ! حوالّي عشر حريم في السيارة الوحدة وكل وحده تاركه زوجها وأهلها وعيالها ورايحه تكافح ويمكن تتعرض لحوادث أو لقطاع طرق
عاد الأمن عندنا ما شاء الله تبارك الله .. هالأيام الواحد يرجع لبيته في الليل ويلقاه مسروق كااااامل يطلع من بيته عشان يروح يطق على باب الجيران يبيه يفتح له الباب عشان يدخل أهله عندهم الين ما تجي الشرطة وما يدري إلا أبو الجيران مقابله في نصف الطريق ومعه أهله وفي نيته انه يتركهم عنده لان بيتهم هو بعد مسروق !
الجوالات صارت تنسرق من الناس وهي تمشي .. وهي تكلم عند الإشارة حتى ! .. تلقين الواحد يكلم في حاله وما يدري الا واحد فاتح الباب وماخذ جواله ومنحاش ! .. حتى عيال الحارة ما عاد صاروا يلعبون في الشوارع مثل اول .. نصفهم خايفين من الخطف والسرقات والنصف الثاني رايح يسرق ويخطف ! .. تخيلي يا ( ساره ) قبل كم يوم أخو وحده من زميلاتي عمره 23 سنة كان طالع يصلي وهو راجع مسكوه ناس وطقوه وطعنوه مع يدينه وسرقوا محفظته وجواله !
هذا وهم ساكنين في شمال الرياض .. اجل وش يصير للي في جنوب الرياض ! أتوقع ان اللي في الجنوب يطقون الواحد ويسرقونه وما يمديهم يطلعون من الحارة وهم مستانسين ومبسوطين إلا ويمسكونهم شلة شباب ثانين ويطقونهم ويسرقون اللي معهم هههههههه
تستطرد ( ندى ) وتقول .. طيب يا سارة ما قلتي لي من اللي كلمها سواقنا ؟ , تتنهد ( ساره ) وتقول .. فعلاً ‘ باب النجار مخلع ‘ البنت اللي كان يكلمها السواق هذي هي بنته الوحيدة .. أول ما تزوجت طلعت من الرياض وسكنت مع زوجها في نفس الديره اللي حنا نداوم فيها .. وبعد ما استقرت هناك جتها وظيفه في الرياض .. وصارت تروح بنقل كل يوم مثل حالتنا
يقطع كلامهم صوت شخير حاد يكاد أن يكسر زجاج السيارة .. تلتف كل من ( ندى ) و ( ساره ) وعندها يشاهدان إحدى المعلمات البدينات وقد غلب عليها النعاس ! .. تتكلم ( ندى ) بصوت خافت .. من هذي السمينة اللي نايمه ؟ .. شوفيها هذيك اللي جالسة جمب مهرج ماكدونالدز قصدي اللي جمب أم مكياج .. بصراحه أول مره أشوف نقل راكب في وسط نقل ! ترد ( ساره ) هذي المدرّسة ( هند ) مدرّسة معنا في نفس الديره اللي حنا ندرس فيها .. ترد ( ندى ) طيب وش فيه وجهها متّفخ كذا ؟! فيه نحل مقرصها ولا وش فيه مورم كذا ؟
تتنهد ( ساره ) وتقول ..أييييه بس , قصة ( هند ) قصة ! في أيام شبابها كان أغلب الشباب يتمنونها لأنها جميلة وسنعة وراعية طبخ ونفخ وتشتغل شغل ما يشتغله بنتين واقفات جمب بعض .. المهم تقدم لها ولد عمها من بين الشباب اللي تقدموا لها وكان على قد حاله وحالته المادية عادية جداً .. رضت به بحالته وكانت تقول في نفسها ‘ أخذ ولد عمي اللي اعرفه ويعرفني .. ويصوني وأصونه أحسن من الغريب ! ‘
المهم أنها تزوجته وحملت وبعد ما ولدت صار المولود بنت ! أنصدم زوجها وقال لها أنا ابي ولد يا ( هند ) .. المسكينة ما أمداها تطلع من اِلنفاس إلا وتحمل مره ثانية عشان ترضيه ! بعد تسع شهور جابت بنت .. وبعدين نفس الكلام اللي صار تكرر .. قال لها أنا أبي ولد لازم تحملين مره ثالثة ! .. ما تتخيلين يا ( ندى ) إن الحرمة تولد وعلى طول تحمل مره ثانية ..!
صار عند ( هند ) اربع بنات .. وصارت صحتها مش ولا بد من كثر الولادة والحمل والحين المسكينة مهلكه نفسها وما تدري ترضي زوجها ولا تلاحق بناتها خصوصاً أن نصف يومها يكون رايح في النقل معنا ! .. ولا بعد هاليومين زوجها شاب فيها يقول لها أنتي ما تهتمين بي و لا في بيتك ..! دقيقة أقربي شوي بقول لك .. بيني وبينك .. هاليومين يقولون المدرسات انه ناوي يتزوج عليها بعد !
ترد ( ندى ) .. يوووه يا عمري عليها .. صدق انه ما يقدر النعمه اللي عنده ! يعني الحين نسى كل اللي سوته معه ونسى انها رضت فيه وفي حالته والحين صارت هي اللي ما تهتم ..! مالت عليه من رجل ما يستاهل .. بعدين المسكينه مهوب بيدها انها تجيب ولد أو بنت .. الدعوه مهيب اختيارية ! .. احد لاعب على زوجها وقايل له ان الحرمة تلقى قدامها زر اول ما تحمل .. مكتوب عليه (من فضلك أختر الجنس : ولد أم بنت ) ؟! .. وإذا جينا للجد عاد الأطباء يقولون أن جنس المولود يعود للرجل .. يعني لو فيه خير يحمد ربه على نعمة البنات بعد ..غيره يتمنى
تستطرد .. طيب يا ( ساره ) منهي هذيك اللي جمب ( هند ) على طول .. اللي كأنها توها جايه من سباق العدو وقفز الحواجز ؟! ترد ( ساره ) أمممم اللي جمب ( هند ) على طول هذي اسمها ( خلود ) مساعدة المديرة في مدرستنا .. هذي يا طويلة العمر شكلها كذا لان صحتها تعبانه من الكرف اللي يجيها ! .. ( خلود ) تكرّف في المدرسة كرّف وبعدين ترجع في النقل معنا ولما توصل للبيت على طول تروح تصلح الغدا عشان زوجها وعيالها وبعدين تجلس العصر تغسل المواعين و تنظف وترتب البيت وزوجها نايم وإذا جاء المغرب وقام زوجها تركض تجيب له القهوة والشاهي وبعدين تجلس تذاكر للعيال وإذا جاء في الليل وطلبها في حقه الشرعي .. تكون ما فيها حيل لأنها من الصبح وهي قايمه وعلى قولتهم تركض يد ورجل عشان تشتغل
المشكلة يا ( ندى ) أنها لو وافقت بتتعب زيادة ولو رفضت بيقول لها انتي ما تهتمين فيني وباخذ عليك زوجه ثانية ومدري ايش ! تتنهد ( ندى ) .. يا شينه شيناه يا كرهي لها النوع من الرجال .. اللي يطلب من اهله حرمة تكون مدرسة عشان تساعده براتبها ولا يفكر أو حتى يأقلم نفسه انه بيعيش مع مدرسة ! المدرسة معروف نمط حياتها يعني كل يوم عندها دوام وكرف وما تدري المسكينه تصالي البزران ولا تصاليه ! ويجي ويقول أنتي ما تقدرين وما تهتمين ! .. تباً لكم سائر الدهر
تستطرد ( ندى ) وتقول .. طيب يا ( سوير ) شوفي ذيك اللي تافخه برطمها وزعلانه منهي و وش عندها مسوية كذا ؟ شكلها وهي زعلانه يذكرني بولد اختي إذا خذنا منه البلايستشين عشان يذاكر .. ترن ترن ترن .. تخرج ( ساره ) هاتفها الخلوي من حقيبتها وقبل ان تجيب عليه .. لحظه عن أذنك يا ندى .. ألو هلا .. وش فيه محمد يا يمه ؟ .. قام من النوم ؟؟ .. طيب عطيه الرضعه كود يرجع ينام .. فمان الله .. سوري على المقاطعه .. أحم أحم .. ايه اقول لك عاد اللي تسألين عنها هذي المدرسة ( هيلة ) زعولة درجة أولى .. تخيلي تزعل من أي شيء إلى درجة انها ما يمر عليها إسبوع إلا وهي راجعه لبيت اهلها هي وعيالها ! وكل سبب أتفه من الثاني .. مره زعلت عشانه جاب لها ملوخية وقال لها قطفيها واطحنيها .. ياليتها زعلت عشان ما عندها وقت ولا ما عندها شغالة .. لا .. تخيلي زعلانة عشان ما عندها طاحونة مونيلكس ! طبعاً اول ما زعلت على طول راحت للصالة ولقت شنطتها والمه عند الباب من عقب اخر مره زعلت على طول راحت لبيت اهلها ..!
ترد ( ندى ) يوووه ذي حالتها حالة .. زين بعد ما زعلت على زوجها عشانه جايب لها فيديو بدون رموت ولا عشانه جايب لها ثلاجة خط 110 وهي تبي خط 220 فولت .. الحرمة السنعة هي اللي تكسب زوجها مهوب تزعل من أي شيء يعني يوم جاب لها الملوخية كانت تقدر تسايسه وتكسبه مهوب تزعل وبس ويظل في الأخير سبب زعلها تافه ..!
تستطرد ( ندى ) وتقول .. طيب يا ( سوسو ) منهي ذيك اللي من ركبت السيارة وهي يا تتصل ولا ترسل رسالة .. حسيت انها مديرة أعمال مهيب مدرسة ! من جد احس ما نقصها على ذا الجلسة إلا لاب توب وتصير تنفذ طلبات بيع الأسهم مثل موظفين البنوك ! تجيبها ( ساره ) .. هذي المدرسة ( جواهر ) اجتمااااعية مرره لدرجة انها ما خلت احد ما تعرفه .. حتى اذكر مره جيت بعرفها على بنت خالتي وصارت تعرفها من قبل ههههههه ! طبعاً هذا شيء زين بس الله يهديها عاد حرصها على اخبار الناس وعلى الاجتماع معهم خلاها تهمل بيتها وفرض عليها أنها تكون أغلب وقتها طالعه وتاركه البيت وحتى عيالها وزوجها مهملتهم ..!
تستطرد بصوت خافت .. اقربي شوي يا ( ندى ) بقول لك شيء .. تقرب ( ندى ) وبعدين تقول لها ( ساره ) بصوت خافت جداً .. تدرين انها من كثر ما هي مهملة عيالها يقولون ان وحده من بناتها صارت شاذه ..! ترد عليها ( ندى ) بأستهجان .. هذا اللي حنا فالحين فيه .. سهر مع فلانه وعلانه و اتصالات مع كل حريم الحارة ونصير نعرف كل صغيرة وكبيرة في الديره وتلقين الوحده منهم ما تدري وش يصير في بيتها ! معروف ان الرجال إذا سفهته حرمته سفهها .. يعني تلقين زوج ( جواهر ) خلاص غسل يده منها وصار ما يحسب لها حساب .. وتلقينها هي فرحانه على بالها انه معطيها حريتها ولا انه عرف نظامها ..! وكل ما سألها احد عنه وعن سبب تغيبه عن البيت قالت له بكل برود .. لا انا زوجي يعرف نظامي .. الزم ما على الحرمه زوجها وعيالها مهوب الناس ..! يعني الحين هي وش استفادت من طلعتها وجمعتها .. خسرت زوجها والله يستر على البنت شوفي وش صار لها ..!
تستطرد ( ندى ) وتقول بصوت خافت .. طيب من هذيك القروية اللي جالسة عند الدريشة شوفي لبسها وشلون يضحك .. شوفي وش لون مدخله البلوزه في التنوره .. شوفي وشلون رافعه التنوره لفوق سرها كأنها فريد الأطرش ! تتنهد ( ساره ) وتقول .. هذي ( قماشه ) حبوووبه مررره .. وي عليها فديتها .. المسكينه زوجها قبل لا يتزوجها كان من النوع اللي يشاور زملائه اللي متزوجين قبله وكانوا يعطونه نصايح غبية مثل اللي يقول ‘ الحرمه على ما عودتها عليه .. عشان كذا عودتها على اللي تبي ‘ .. واللي يقول ‘ الحرمه ما تنعطى فلوس .. عشان كذا لا تعطيها إلا 500 ريال في الشهر وتكفيها .. ولا تقصر عليها في الأكل والشرب ‘ … وهلم جرا .. والمسكينه كل ما طلبت منه شيء راح يشاور ربعه وهم يدبرونه وبعدين يجي ويرفض ..!
تقاطعها ( ندى ) باستهجان .. يا شينة ذا الزلابه .. يصير ما عنده شخصية واخوياه هم اللي يمشونه وبعدين يرجع لحرمته وينفش ريشه عليها ..! الحين أبي افهم هو اللي الزوج ولا اخوياه ؟ .. معروف انه كل شخص يختلف عن الثاني وأصابعك كلها مهيب سواء .. يعني خويه اللي شاوره ذا يمكن تصير زوجته ما تصرف فلوس أو يمكن لها مصدر دخل ثاني ! وبعدين المفروض ما يقارن واحد له فترة وزوجته خلاص ما عاد تهتم وتصرف وتشتري ملابس مثل اللي توها متزوجه وتبي تكون دايم حلوه في نظر زوجها !
ولا يهونون بعض الحريم بعد الله يهديهم .. تلقين الوحده منهم تتزوج واحد مزلّب وراعي طلعات وخلاص ما يصير لها سيره في المجالس إلا ‘ يا بنات لا احد يعرس .. خلوكم كذا احسن لكم .. ترى العرس شين والزوج ذا شيء نسمع فيه ولا عمرنا شفناه لأنه دايم طالع ! ‘ .. لها الدرجة فيه غباء في الدنيا ؟! .. ما فيه شيء يتعمم على جنس معين رجال أو حريم .. لكن لا حياة لمن تنادي !
تسأل ( ندى ) .. طيب وهذيك الأخيرة منهي ؟! .. تجيبها ( ساره ) .. اممم هذيك المدرّسة ( لطيفة ) .. لا لا لا أسفه هذي المدرسة ( لميس ) .. تسأل ( ندى ) بأستغراب .. لطيفة ولا لميس ؟! .. تجيبها ( ساره ) بطيحه وجه .. لا لا أسمها لميس .. ملعيش توها مغيره اسمها وما بعد تعودت عليه .. اعتقد ما يحتاج اقول لك ليه غيرت اسمها .. ترد ( ندى ) بأستهجان .. ايه اكيد عارفه .. عشان مسلسل ‘ سنوات الضياع و نور ‘ .. ابي افهم بس الحين إذا غيرت اسمها بتصير زينه زي لميس يعني ؟؟! .. الله لا يفتنا بس ذا المسلسل عجزت اهضمه ابد فما بالك عاد اغير اسمي عشان ممثلة فيه !
اذكر مره كنت جالسه اخيط سحاب تنورتي في الصالة .. وكان التلفزيون محطوط على قناة mbc وصادف على بداية مسلسل ‘ نور ‘ .. انا ما عطيته وجه وكنت منزله راسي عشان اخيط .. وجلست حوالي ثلث ساعه وانا اسمع موسيقى .. رفعت راسي وانا معصبة وقلت .. وجع وش ذا .. كل ذا المدة موسيقى للمقدمة .. وما دريت الا المسلسل بادي له ربع ساعه .. تخيلي يا ( ساره ) .. ما فيه حوار ابد .. كل المسلسل يجيبون لقطة على نور وهي تصيح عند ولدها .. وبعدين يجيبون لقطة على مهند وهو يصيح وحاط يديه على شجرة في الحوش .. وش ذا مسلسل صامت ؟؟
واضح ان السناريو مكتوب في دفتر ابو عشرين ورقة ! .. وبعدين هاللي يقولون ان لميس حلوه .. بالله عليهم ما دققوا فيها لو شوى .. أشوى انه ما نقص إلا من يحط على رقبتها كم نقطة سودا وتصير زرافه .. ولا اللي يقولون مهند زين .. بالله ما ركزو في ملامح وجهه .. كأنه قطو شيرازي بصراحه .. ولا بعد يقولون نبي الرجال يصيرون رومنسيين مثله .. بالله وش يبون رجالنا يسوون يعني .. يطلعون في الحوش ويصيحون عند النخل ؟
تضحك ساره ثم تقول .. هههههههههه .. دقيقة عن أذنك يا ( ندى ) .. بتصل على امي .. الو .. هلا يمه .. وش صار على محمد شرب الرضعه ؟ .. ايه اشوى الله يبشرك بالجنه .. زين يالله اجل فمان الله حنا بنوصل الحين للمدرسة .. احم .. ايوه يا ( ندى ) وش كنا نقول ؟ .. معليش اتصلت على عشان اتطمن على ولدي محمد إذا نام ولا لا ؟ .. قام الله يصلحه بدري وخفت لا يزعج امي ويغثها .. تسأل ( ندى ) بتعجب شديد .. انتي متزوجة ؟! .. ما بان عليك ابد .. شكلك صغيرة وتوك ما بعد مريتي على ذا التجارب ؟! .. تجيبها ( ساره ) .. ايه متزوجه .. أو بالاصح مطلقة .. وفعلاً معك حق انا صغيرة بس لان اهلي زوجوني بدري ما بان علي الحين .. تقاطعها ( ندى ) بخجل .. ممكن اعرف قصتك و ليه تطلقتي إذا ما يضايقك يعني ؟
ترد عليها ( ساره ) .. ابوي الله يرحمه كان يرفض كل اللي يتقدمون لأخواتي ويطلع فيهم اسباب من العدم .. كله عشانه كان يطمع في رواتبهم .. إلين ما كبروا وفاتهم قطار الزواج .. عاد انتي خابره قطار الزواج عندنا .. خلقة فايت .. والبنت تصير واقفه في طابور طويل وهالطابور يالله يتحرك .. مثل طابور القرض العقاري .. المهم أن ابوي توفى وانا عمري 17 سنة تقريباً .. وبعدها بكم شهر انخطبت .. ما اخفيك اني في البداية ترددت كثير .. خبرك كنت صغيرة مره وبعدين خفت أرفض ولا يتقدم لي احد واجلس في البيت مثل اخواتي .. او يتقدم لي واحد بس ما يكون أشين من اللي تقدم لي الحين .. فكرت كثير وأخواتي الله يهديهم من فرحتهم لي أقنعوني أني اقبل واتزوج وأتكل على الله
تزوجت وبعد فترة من الزواج ومثل أي زوجين لازم يصير بينهم خلافات عائلية ولو بسيطه .. طبعاً ما كان هذا السبب اللي خلاني اتطلق .. السبب هو ان زوجي بدأ يضربني .. في البداية كان يضربني إذا صار بينا خلاف أو مشكلة .. وبعدين تطور الموضوع وصار يهزئني في الطالعه والنازلة ويدور علي اي سبب عشان يهاوشني .. وكأني عدوه له منيب زوجته .! بعد ما شفت الحالة تأزمت كذا كلمة امي عشان تكلم واحد من خوالي ويخليه يطلقني .. وهذاني الحين قدامك .. مطلقة واخواتي الكبار نصفهم معنسات في البيت بسبب ابوي الله يرحمه .. ونصف الثاني برضو في البيت بس الفرق بينهم أن النصف ذا تزوج على كبر سن وتطلق بعد فترة .. تخيلي واحد تزوج أختي الكبيره وبعد شهر طلقها .. كل هذا عشان ايش ؟! .. يبي يقهر زوجته القديمة
تسأل ( ندى ) .. الحين كذا هذا صار لك وما صرتي ….. تقاطعها ( ساره ) .. وما صرت مثل باقي المدرسات قصدك ؟ .. ما صرت حزينه وكئيبه ؟! .. شوفي يا ( ندى ) الكل يحزن والكل عنده مشاكل لكن الاهم في الأول اننا ننظر لغيرنا ونحمد ربنا على نعمه .. وبعدين ربنا انعم علينا بنعمة النسيان .. اللي الكثير يجهل قيمتها .. لو ما نقدر ننسى كان للحين نبكي على اهالينا لانهم ما عطونا الالعاب وحنا صغار .. صدقيني الكثير ما يبا يبون ينسون وهم بنفسهم يقوقعون تفكيرهم في هالشيء بحيث انهم ما ينسون .. تلقين الواحد أول ما يسهى او يجلس لحاله على دور يروح تفكيره للشيء اللي مكدر خاطره ..
الحياة يا ندى مثل الطريق الطوووويل بتمرين فيه على اماكن وبتعيشين اجواء ومحطات وكل وحده بتختلف عن الثانية .. العيب اللي فينا اننا إذا مرينا على جنة في هالطريق فرحنا وانبسطنا .. واول ما نتعدها وندخل لمكان كئيب وقاحل نوقف ونظل نفكر في الجنة اللي راحت .. بكذا ما راح يترك احد حزنه وهمه .. لازم الكل يواصل المشوار ولا تخافين ربك بيفرجها ان شاء الله .. صحيح في مشاكل صعبة بس لازم الواحد يتذكر ان المؤمن مبتلى والأهم يا ندى أنك ما تنسين أن الحزن وليد الذات
تس تس تس <<– صوت فحمات الفرامل حقت الصالون المهرقل اللي هم راكبين فيه
( على ذا المؤثرات يا مستر أي المفروض تخليهم يقرون الموضوع في السينما )
يالله وصلنا للمدرسة ما ودكم تنزلون ؟!
,
هذا ما حدث تحت تندت هذه السيارة فقط .. والله وحده فقط يعلم ما يحدث تحت تندات سيارات النقل الأخرى
تحياتي لكم .. محبتكم ندى <<— جاه انفصام في الشخصية من بعد الموضوع
,,
وقفة مصارحة ثانية
ترى الموضوع طويل شوي <<– لا يا شيخ توك تقول
عذراً على المصالة قبل الإطالة .. والسلام ختام
مواضيع عشوائية :