حكايات عالمية
سبتمبر 21st, 2009 بواسطة Mr. A
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عيدكم مبارك وعساكم من عواده .. وكل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة يا رب .. موضوع بسيط حبيت أشارككم فيه بالعيد عشان فرحة العيد تغطي على العيوب اللي فيه .. وأولها الأخطاء الإملائية .. كاتبه بسرعة وبدون تدقيق يذكر , لذا العذر منكم على القصور ويارب أفراحكم تدوم دوم .. ويارب التهزيء يقل .. ويارب يروحون ذا الرجال اللي عندنا انكسرت يدي وأنا أصب لهم .. عن أذنكم أروح أكمل وظيفتي المؤقتة كـ قهوجي
* * *
امممم أنا " حُكم " يالله ألعب .. وأنا " صنّ " يالله ألعب .. أحم أحم , وأنا الحين جاء دوري صح ؟! .. ذاك كان سؤالي البريء الذي سألته لأصدقائي حينما كنت ألعب معهم لعبة البلوت قبل أن ينهالوا علي بالضرب ويطردوني من اللعبة ومن الغرفة ايضاً وقبل أن يضعوا " مركى " كي تكمل اللعب بدلاً مني .. نعم يا أخوتي لقد أهنت وطردت من بيت زميلي بسبب لعبةٍ تافهة .. والمشكلة أنهم ما علومني أنه جاء دوري .. وش دخلني يا ناس , والله ما دريت <<– واحد يمد له منديل بالله
وجدت نفسي وحيداً في الشارع ولم تكن لدي مفاتيح سيارتي أو أي وسيلة اتصال .. ظهري كان يؤلمني بسبب الضرب والمزح الثقيل الذي دائماً ما أتلقاه من أصدقائي , لقد كنت بالنسبة لهم الأضعف والأغبى وكثيراً ما يلقى علي اللوم في أي مشكلة تحصل .. لدرجة أن أحدهم بعد أن عاتبه والده لأن خزان منزلهم قد فاض منه الماء , أتى إلي هو بدوره وكفخني تكفيخ ثم قال لي : ليه ما ذكرتني اطفي الدينمو
بدأت أمشي في الحارة وأنا كسير الجناح , هابط العزيمة وسيم الملامح ( دايم تهزيء ؟! .. خلونا نتميلح شوي ) إلى أن وصلت إلى حديقة صغيرة .. دخلتها وجلست على الأرجوحة فإذا بي أرى ثلاثة فتية صغار قد جلسوا يلعبون .. عندما رأوني أتوا إلي على الفور وهم يضحكون , ابتسمت لكوني قد أعطيت وجهاً ولو من قبل زمرة من الشباب , شعرت بأن هناك أمل في الحياة , أحسست بأن حظي قد بدأ يتحسن والدينا ضحكت لي كما يقال !!
فور وصول الفتية إلي سألني أكبرهم سناً مستفهماً : وين البقر ؟! .. تبسمت في وجهه وجاوبته : ما فيه بقر هنا .. سألني الأخر مستفهماً أيضاً : طيب وين الكاميرات ؟! .. تغيرت ملامح وجهي من سؤاله فـ قلت متعجباً : وش يجيب الكاميرات هنا ؟! .. ابتسم الأخير وقال : طيب وين الجبن ؟! .. ولا تقول لي مافيه جبن لأنك واضح جاي تصور هنا دعاية لافشكري هنا في الحديقة أنت وراسك ذا المثلث !!
عبس وجهي وأحسست بكتمة على الفور .. تحطمت أمالي في السعادة وبتغير حظي وأصبحت مجرد نكتةٍ للصغير والكبير وحتى " المركى " أحسن مني , على الأقل يلعبونها مهوب مثلي !! .. قطع حزني وضع أحدهم يدهُ على ركبتي وهو يقول بصوتٍ ينم عنه الندم : معليش سامحنا , لا يكون زعلناك !! .. نظرت إلى عينيه وبدأ الأمل يعود لي مجدداً , فإذا به يستطرد ويقول : بس على فكرة , ترى من جد تأخر طاقم التصوير !!
ضحكوا وضحكت معهم ساخراً على حالي وقلت : هذا أنا من عمري ما تغير شيء ولا بيتغير شيء !! .. بت أتمرجح على الأرجوحة وأنا صامت فإذا بي أسمع الفتية بقربي وهم يتناقشون بخصوص مستقبلهم والتخصصات التي سيرتادونها حين وصلوهم للمرحلة الجامعية .. سمعت أحدهم يقول بأنه سيدخل للكلية العسكرية بناءاً على طلب والده .. وسمعت الآخر يقول بأنه سيدخل كلية الطب كي يحقق حلم والدته !!
لم أستطع المقاومة وعدم التدخل فقلت لهم بصوتٍ عالي : انتبهوا لا يصير لكم مثلي !! .. اجتمع الفتيه حولي واستفهموا كلامي فقلت لهم أنني سأروي قصتي …
في طفولتي الوردية كنت الطفل المدلل لأمي , والمدلع في العائلة كلها .. كانت أمي تخاف علي جداً فعزلتني عن العالم وعودتني على أن يؤتى لي بكل شيء , وأن لا يرد لي بطلب !! .. لدرجة أنني لم أسمع كلمة ( لا ) في حياتي إلا مرةً واحدة .. وكانت في حملة ترك التدخين المشهورة ( لا للمخدرات ) .. لم اعرف يوماً معنى كلمة الكفاح أو طريقة الاعتماد على النفس خصوصاً وأنني رجل وسأكون مسئولاً عن إعالة أسرةً في المستقبل وسيتعمد علي بدلاً من الاعتماد على الآخرين !!
توقفت للحظات عن رواية قصتي فرأيت أحد الفتية قد غفى .. و وجدت الأخر يلعب بالتراب وقد بدأ يدفن قدم صديقة النائم .. أما الثالث فلقد كان مصغياً لي جيداً , وحينما رآني قد توقفت بادر هو بالكلام وقال : يووه ليتك ما جبت طاري المسئولية والزواج يا شيخ .. تعقدنا وحنا تونا صغار , الموضوع مكلف والناس تصعبه بطلباتها وغلاء المهور ومشتقاته !! .. حتى قبل فترة انتشرت حملة في النت عشان يحاربون غلا المهور , أظن كان اسمها ( خلوها تعنس )
دفعت بقدمي الأرض كي أزيد في تأرجح الأرجوحة ثم تنهدت : الحين سيارة ( لامبورقيني ) سعرها مهوب بمليون ريال تقريباً ؟! .. طيب ليه ما عمرنا شفنا واحد يقول ما راح نسوق ولا بنشتري سيارات وبنرجع للماشية و وسائل النقل القديمة ؟!! .. الزوجة مهيب سلعة بتشتريها عشان تبخل عليها أو تبخسها حقها في المهر .. وإذا تبي تعتبرها أو تعاملها كـ سلعه فـ ترى جميع السلع تتفاوت أسعارها .. يعني حط في بالك من اليوم وطالع ان فيه بنت لامبورقيني تسوى مليون .. وفيه بنت فراري .. وفيه بنت كورلا ( هذي أحسن سيارة , ميزتها رخيصة ولا تصرف واجد <- مجرب ) .. وزي ما تشتري السيارة اللي تناسبك اختر البنت اللي تناسبك
طبعاً هذا إذا تبي تقارنها أو تعاملها كـ سلعة وأنا عن نفسي ارفض هالشيء تماماً .. متوسط المهور يقارب الأربعين ألف ريال سعودي .. عارف هالمبلغ مهوب سهل في الوقت الراهن بس ترى هالاربعين كلها بترجع لك نسبياً .. أنت لما تدفع مهر اربعين الف مثلاً .. لا تتوقع البنت وأبوها بيقصون تذكرة لـ " لاس فيقس " عشان يقامرون بفلوسك ؟!! .. بتروح كلها في مستحضرات وأدوات ترقيع للوجه .. وملابس وفساتين ومشتقاتها .. بترضى تتزوج وحدة تجي معك بقميصها بس ؟!
هذي مشكلتنا الواحد يبي المهر يكون عشر آلاف ويبي زوجته ما تلبس يومين ورى بعض نفس اللبس !! .. بينما لو بتفكر لحظة بس !! .. مجرد لحظه !! .. تذكر أمك وأبوك في البيت شف كم لهم من سنة متزوجين وعايشين على الحلوة والمرة <<– ولو أن عندي تحفظ على هالجملة , لأن بعض الرجال يعيش مع زوجته الأولى في المرة وفي الحلوة يتزوج ثانية
تذكر كم مرة طبخت لكم أمك ؟! .. كم مرة نظفت البيت ؟! .. هذا كله غير أنها تشيل همكم كلكم بمشاكلكم وصابرة على أبوك طول هالسنين .. ولو هو شايب بتلقاها صابرة على عناده وتقلب مزاجه وصراخه في البيت .. والحين بعد ما تتخيل كل هذا , هل تحس أن أربعين ألف مهر لأمك كانت شويه وإلا كثيرة ؟ .. فكر فيها شوي وبتكتشف أنك لاعب عليهم يا شيخ !! .. من وجهة نظري المتواضعة أن المهر هو مجرد أداة لربط شخصين في علاقة طاهرة لمدى الحياة ( إذا ربي وفق بينهم ) .. لذا كل تبن أنت وحملة خلوها تعنس !!
المهم بس قبل ما أنسى , خلني أكمل قصتي .. أحم أحم .. عشت مراهقتي في انقطاعاً تام عن العالم الخارجي وذلك لأني أمي كانت تخاف علي من أن أقع في شجار مع الآخرين .. فكانت عاقبت ذلك وخيمة !! .. وهي أني الآن لا استطيع فعل أي شيء .. ليست لدي الخبرة للتعامل مع معتركات الحياة القاسية والتي لا ترحم أياً كان
بعد أن تخرجت من المرحلة الثانوية كانت لدي الرغبة الشديدة في التخصص بقسم الحاسب ولكني تخليت عن ذلك كي أحقق حلم والدتي بالالتحاق بمعهد الطيران المدني .. وبالفعل التحقت بالمعهد ودرست فيه لفترة إلى أن أتى أخر اختبارٍ لي هناك , الاختبار العملي !! .. ذهبت إلى المعهد وركبت الطيارة وظللت أجول في المدرجات لمدة ساعتين دون أن أنجح في التحليق بالطائرة .. أتعلم لِما ؟! .. لقد وصتني أمي قبل أن أذهب وقالت لي بالحرف الواحد ( يا ويلك تسرع ) .. لذا لم أستطيع التحليق جواً وطردت من المعهد !
وها أنا الآن كل ما لدي هو بضع شهادات من معاهد بسيطة .. وأعمل في وظيفة متدنية الراتب وكما تشاهدني أنا رجل بدون شخصية ولا أمتلك من الشجاعة شيء .. بالإضافة إلى أنني عالة على أهلي في البيت .. وحدي بس أجيب لهم الجرايد من الصندوق اللي عند الباب .. ولا بعد بعض الأحيان ما يثقون أني أقدر أجيبها ويخلون السواق يجيبها بدالي بعد
سكت للحظة ثم استطردت : وش هالنور اللي مولع فوق العمارة ؟!! .. وفور أن ألتفت الفتية كي ينظروا مسحت دمعتي وأنفي في كم ثوبي ثم قلت : يوووه فاتكم راح ! المهم تشرفت بمعرفتكم أنا مضطر أروح الآن .. أشوفكم على خير
وقفت كي أهم بالذهب فإذا بأحدهم يقول لي : أجلس بقولك قصة حقيقة ومشهورة , طبعاً هي قصة قديمة بس ياليت تسمعها .. ممكن ؟! .. حككت ذقني مفكراً فقلت : أممم طيب بس اصبر لي دقيقة ! .. جلست على الأرجوحة و وضعت قدماً على قدم وأخرجت نظارتي من جيبي ثم لبستها وتنحنحت قائلاً : الحين تقدر تبدأ
جلس الفتى على الأرض ومدد قدميه وبدأ في قصته : كان يا مكان في سالف العصر والزمان .. كان هناك قريةٌ صغيرة تدعى ( هيلتون سيتي ) والتي قد أطلق عليها اسمها هذا كناية على اسم حاكمها ( جاك الأقرع ) والذي بدوره كان كثيف الشعر !! .. أصبروا .. أصبروا .. شلون يقولون مسميه القرية باسمه والاسم يختلف ؟! .. ذكروني أرجع أقرأ المصدر حق القصة مرة ثانية <<– بدري
أشتهر سكان ( الهيلتون ) بالخوف والجبن كما اشتهروا أيضاً بإدمانهم على شرب الشاي والقهوة الدخان والتشيش وشرب المسكرات والسهر على المنكرات .. بالعربي لقد كانوا " هم وزي قِلتهم واحد " !! .. بسبب قُرب القرية من الغابات المليئة باللصوص كانت دائماً ما تتعرض للهجوم ومحاولة السرقة .. ولكن هذه المحاولات تبؤ بالفشل دائماً .. بفضل الله ثم بفضل فرسان الطاولة المستديرة الشجعان والأخوان في نفس الوقت .. أنهم ( سالم خنجر – حاتم خنجر – قصي خنجر – عمر مبارك ) <<– واضح أن الأخير متبنى
أقسم فرسان الطاولة المستديرة منذو صغرهم على أن يدافعوا عن هذه القرية وتوابعها وأن يكونوا لها درعاً واقياً , وأن يتركز أهتمامهم على تأمين الحماية على دوام الساعة , كما يفعل برنامج " كاسبر سكاي " بأجهزتنا .. طبعاً لا ننسى قائدهم المغوار الذي لطالما حفزهم وشجعهم ونمّى فيهم روح القتال , والذي لم يتخلف يوماً عن قيادة أي معركة أو عن تقديم أي معروض على شرهات عن الأمير
في طرف القرية يقع كوخُ صغيرٌ وقديم , لم يمنعه من السقوط إلا أعشاش العنكبوت .. كان هذا الكوخ لحدادٍ فقير وضعيف جداً ومع أن غالبية أهالي القرية قد اشتهروا بالجبن إلا أن هذا كان أشهرهم جبناً وأشينهم في كل شيء ( عشان اختصر السالفة بس ) .. لم يكن الحداد محبوباً بين الأهالي ولذا لم يعطى أي وجه طوال عمره , وفوق هذا كله !! لم يسلم يوماً على فتاة , أو حتى يراها من قرب !! .. الفتاة الوحيدة التي قد رآها كانت " جينيفر لوبيز " في فلمها الأخير .. ولا بعد كانت النسخه سينما يعني الشاشة مظلمة وما شافها زين , هذا غير أنها هي أصلاً سمرا وشينه !! .. شينه شوي بس <<– خاف ينفرش
في حين غره .. أيه أيه في حين غره شفيكم كأنكم مستغربين هالكلمة مني ؟ .. في غفلة من أهل الأهالي تسللت مجموعة كبيرة من اللصوص إلى وسط القرية وقاموا بالسيطرة والاستيلاء عليها , طبعاً ساعدهم على ذلك انشغال فرسان الطاولة بلعب المونوبولي وحتى لو كانوا ما يلعبون ما راح يسوون شيء لان ملابسهم الرسمية للقتال في المغسلة وهم ما يعرفون يحاربون بدون ملابس .. هذا غير على أن قائدهم كان موقّع خروج بدري ورايح للحلاق !! <<– وين الشجاعة والكاسبر سكاي ومدري ايش ؟!
أستطاع بعض السكان الهرب بمن فيهم ذالك الحداد اللي ما عمره شاف بنت ( والله يا أني ذليته فيها ) .. استقروا في واديٍ يبعد عن القرية مسيرة ليلة , فأصبحوا مشتتين ومتشائمين من وضعهم المزري ! .. تسلل الحداد من الحشد وأبتعد عنهم مسيرة ليلة .. وعلى فكرة تراه راح مع طريق ثاني لا تحسبونه رجع للقرية وصار دلخ زيادة على أنه مكروه وما عمره شاف بنات <<– ما تسوى عليه والله
بعد أن أنعزل عن الآخرين بدأ في جمع المعادن المرمية من قبل السياح , حتى حصل على أكبر قدر ممكن من المعادن وقواطي الببسي وذوبهم وصنع له درعاً حديدياً يلائم جسمه وخوذة يميل شكلها للشكل الهرمي .. ونقش عليها حرف ( A ) علماً بأنه كان أمياً لا يجيد القراءة ولا الكتابة .. وعلماً بأن قارة أمريكا لم تكتشف بعد .. لذا كان هو أول من أخترع الأحرف الانجليزية
في الصباح , تسلل وسط السكان وصرخ فيهم صرخةً قوية : يا رجاال .. يا رجاااااال .. أنا فارس ملكة بريطانيا الشخصي ( النبيل أي ) .. قد أتيت أقودكم إلى الحرب ضد من أحتل قريتكم وسكن بيوتكم .. أترضون بالذل والهوان .. أترضون ترك الغريب يستولي على أملاككم ؟! .. يلا عاد بلا دلع ومشينا نحارب بس <<– اللي يشوفه يقول جالس يقنعهم يقومون يجيبون خبز معه
أجتمع السكان حول ( النبيل أي ) فقال أحدهم : كيف تريدنا أن نثق بك وبكلامك ؟! .. ألم تقل أنك من أوربا ؟! .. إذاً أخبرني لماذا يظهر طرف شماغك من تحت الخوذة ؟! .. تقدم أخر وقال : ولا بعد شف درعه تحسه مصلح بقوطي نيدو .. حتى لاحظ القطعة اللي على صدره مكتوب عليها " صالح لغاية 1820 م "
أخرج النبيل سيفه وصرخ فيهم : بتحاربون وإلا ناوين تكملون باقي عمركم تطلعون الأخطاء السبعة من درعي ؟! .. ذهل القوم من حنكته وقوة حجته ( شعب أي كلام ) فقرروا أن يذهبوا معه إلى الحرب متفائلين بالفوز وبائعين أنفسهم من أجل العدالة .. بعد أن رأى ( النبيل الحداد ) إصرارهم على استعادة ما سلب منهم
فرح كثيراً وصفق صفقتين قويتين بيديه فإذا بـ ( باص مدرسة ) كبير يخرج لهم , قد صنعه الحداد ببقايا القواطي اللي لم يستفد منها ! .. ركب الحشود وخرجوا من الأخدود متجهين إلى ( الهيلتون سيتي ) المسلوبة .. وفور وصلوهم وجدوا خارج أسوارها الطاولة المستديرة قد حطمت وألقيت في الخارج كي تأخذها سيارة البلدية .. أزداد غضب الجنود وأرادوا الثأر لطاولتهم !! <<– ما اهتموا لباقي السكان
اقتحموا القرية بالباص وخاضوا الحرب بكل بسالة وشجاعة , فانتصروا فيها خير انتصار بفضل الله ثم بفضل ذلك النبيل الأوربي .. والذي هو في الحقيقة حداد القرية الحقير الذي لم يرى في يومٍ فتاة !! <<– خلاص ارحموه ما تسوى عليه المسكين
بعد انتهاء الحرب اقيمت حفلة كبيرة في وسط القرية وأعطي ( النبيل أي ) وسام الشجاعة .. واحتفلوا بهذه المناسبة طوال الليل , وفي نهاية الحفل طلب الحضور من النبيل أن يكشف عن وجهه .. فوافق وكشف عنه بابتسامة عريضة وقال : نعم نعم , إنني هو !! .. نظروا إليه جميعاً باستغراب وقالوا بصوتٍ واحد : وش قصدك ؟ .. أنت مين ؟! .. معليش ما عرفناك !!
تحطم النبيل وأدخل يده في جيبه وأخرج بطاقة الأحوال وقال : أنا حداد القرية الذي كنتم تسخرون منه طوال الوقت .. أنا من كنت ألقب بالضعيف والجبان .. أنا من همش في طرف القرية دون أن يسأل عني أحدكم !!
في كل شخص قدر من الشجاعة ولكن هذا القدر يختلف بحسب إظهار الشخص لها .. فالبعض قد يظهرها في صغائر الأمور والتصرفات الطائشة فيحكم عليه الناس بأنه شجاع مقدام .. والبعض الأخر قد يخفيها لحين حاجتها وهذا النوع للأسف يدعونه الناس بالجبان الضعيف .. أصبح الناس في هذا الزمان يتبعون القوي ويريشون به .. ونسوا معنى كلمة الطيبة بل أصبح الطيب يدعى جباناً !!
مسح حاكم القرية دموعه بفستان ابنته وقال : أنك على حق يا أيها ( النبيل الحداد أي ) .. لقد انغمسنا في تتبع صغائر الأمور والتدقيق في الظواهر وتركنا الباطن وما يخفيه من جوهر طيب .. بعد كلامك هذا سأتنازل عن حكم هذه القرية لابنتي , لأنني لست كفواً لها .. ولي طلباً أخيراً عندك !! , أتمنى أن تصبح أحد فرسان الطاولة المستديرة الحامين لهذه القرية .. وأسمح لي أن أغير لقبك إلى ( مستر أي ) حامي البلاد !!
* * *
من بعد ذلك اليوم وأوضاع القرية مستقرة وفي أحسن حال .. فلقد أفتتح ( مستر أي ) مصنعاً صغيراً للحديد والحدادة يدعى " سابك " .. وأفتتح أيضاً معهداً لتعليم اللغة الانجليزية التي أخترعها واسماه ( دايركت أنقلش ) .. فأصبح من وجهاء البلد وكبار تجارهم .. وأشترى لفرسان الطاولة المستديرة طاولة من " ايكيا " بدال اللي انكسرت
وأما حاكمة قرية ( هيلتون سيتي ) فبعد أن انتقلت إلى رحمة الله حوّل قصرها إلى متحف ثم بعد ذلك حوّل إلى فندق فخم ليصبح بداية سلسلة فنادق الهيلتون الشهيرة في وقتنا هذا !!
* * *
تنهد الفتى وهو يتمغط من التعب : وبهذا تكون أنتهت قصتي .. توقفت عن تحريك الأرجوحة من شدة الصدمة وقلت : أتعلم أن اسمي مستر أي ؟! .. لربما يكون هذا الفارس أحد أجدادي .. علماً بأن قصته مع أهالي القرية شبيه بقصتي مع أصدقائي !! .. قمت من مكاني واتجهت إلى منزل صديقي وأنا أتلعثم من شدة الغضب تاركاً خلفي الفتية دون أن أودعهم حتى !
مشيت ومشيت ومشيت ومشيت إلى أن اكتشفت أنني قد تعديت المنزل .. عدت إليه وضربت الباب بقوة وأنا أقول في نفسي : لقد حان الوقت كي أضع حداً لهذه المهزلة !! .. فُتح الباب ودخلت عليهم بسرعة والغضب يقطر مني .. وقفت أمامهم بينما هم يشاهدون التلفاز وقلت : أسمعوني كلكم !! .. لم أكد أكمل كلامي إلا وهم قد صرخوا جميعاً : لاااااااااااا .. خسرنا الدوري .. طلعنا من كاس العالم .. لا لا !!
التفتوا إلي وقالوا : كله منك أنت السبب !! .. وبعدها انهالوا علي بالضرب فسقطت أرضاً وعندها علمت بأن تلك القصص التي يقصها علينا اجدادنا ما هي إلا حكايات عالمية لا تحاكي الواقع أبداً .. أستسلمت للواقع وابتسمت قائلاً لهم : يلا بسرعة أستعجلوا خلصوا , بروح اجيب أهلي من السوق بعد شوي !!
مواضيع عشوائية :