إذا أتى الوالّي .. افرشوا الزوالّي !!
أكتوبر 20th, 2008 بواسطة Mr. A
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزي القارىء .. هل تعلم ان حياتك ليست سوى مسرحيه؟؟ <<— هل تعلم انك تسمع بشد الإنتباه في المقدمات!!
هل تعلم انك تعيش في مجتمع تهيمن عليه المناظر الكذابه؟؟ .. هل تعلم انك مجرد أداة يسوقها التميلح و الترزز ؟؟ .. هل تعلم أن الزرافه لا تنام في اليوم الواحد سوى 9 دقائق على الرغم من طول رقبتها ؟ <<— زارف المقدمه من إذاعه مدرسية
المسرحية الأولى
في مدرسة ابتدائية حكومية صغيرة , كئيبة و مريبة في نفس الوقت !! ..هناك بدأت دراستي .. لم تكن المدرسة تحوي أي وسائل تعليمية أو تربوية .. كان شكلها من الخارج أقرب إلى المقبرة منها إلى المدرسة !! .. كانت واجهة المدرسة تحوي على القليل من الأشجار الميتة وفي داخلها الكثير من الكتابات المشينة ..
لم يكن هناك أي معامل للتربية الفنية مثلا ً أو النشاط عموماً !! .. أو غرفة للتربية الرياضية حتى !! .. فلم تحوي المدرسة إلا معمل واحد لمادة العلوم والذي بدوره كان يحّوي على عدد من القوارير المليئة بالحشرات و الثعابين التي لم تتحرك منذ أمد الدهر ولم تستعمل إلى يومنا هذا !! … ولازلت اسأل نفسي إلى يومنا الحاضر وش فايدتها!
ذات يوم دخّل علينا مدرس التربية الفنية الفصل وقال لنا : يا طلاب من عنده أعمال أو رسومات أو على الأقل خطه زين ويعرف يخط ومستعد يشتغل معي ؟! .. رفع عدد من الطلاب أيديهم وكنت أحدهم .. قال لنا المدرس : يالله اجل تعالوا معي .. نظرات الغيرة من زملائنا الطلاب لم تكن أوضح منها قبل هذا اليوم .. فمن قدنا طلعنا من الدرس !!
خرجنا من الفصل ومشين خلف المدرس إلى أن وصل إلى غرفة المدرسين عندها قال لن : بعد أسبوعين بيجينا مدير التعليم .. ونبي نفتح غرفة التربية الفنية ونبي نـ … لم ننتظره حتى يكمل كلامه وقاطعناه بصوت واحد : يا أستاذ عندنا غرفة فنية؟! .. رد علينا المدرس : إيه عندنا .. المهم يا طلاب نبي نفتحها وننظفها ونعبيها رسومات و لوحات وأعمال .. من فيكم يبي ينظف ومن يبي يرسم ومن بيجيب أعمال ؟!
إيه صح وقبل لا أنسى ترى الشغل ذا عليه درجات و لا تخافون بعطيكم ورقة موقعة مني أنا والمدير عشان تطلعون من الحصص وتشتغلون معي .. رجعنا إلى الفصل والفرحة تعتلي محيانا .. وبعد أن دخلنا بدأت الأسئلة والعبارات تنهال علينا من كل طرف .. ( هاه وش سويتوا ؟! – وش صاير ؟! – أحلى من قدكم فآتتكم حصة القراءة ! – ناقتي يا ناقتي .. وهلم جره ) .. جلسنا في مقاعدنا وبدأ كل طالب يخبر من بجانبه عما حدث .. وبعد عدة دقائق ..
دخل علينا مدرس التربية الرياضية وقال لنا : يا شباب أي واحد يجيب لنا عمل للتربية الرياضية سواء كان صحيفة أو مجسم راح يلعب في الدوري … قاطعناه وقلن بصوت واحد: بس حنا ما عندنا في المدرسة دوري كوره يا استاذ؟! .. رد علينا : هاه!! .. طيب مهيب مشكلة نسوي لكم واحد .. بس لا تنسون جيبوا الأعمال في اقرب وقت !!
بعد حوّالي الأسبوع والنصف أصبحت المدرسة نظيفة براقة .. تشع نوراً من كل جهة .. فأصبحت واجهة المدرسة مقاربة لقصر الأفراح بعد أن كانت مقبرة مهجورة .. لم يكن ينقصها إلا لوحة " تم الافتتاح " كي يحسبها الناس أحد المولات حديثة الأفتتاح
نظفت الممرات وتمت إزالة جميع الكتابات المشينة و علقت اللوحات الفنية على جدران جميع الممرات التي سوف يعبر مدير التعليم منها … وبالطبع تم تجاهل الممرات الأخرى التي لا يمر منها إلا نحن الطلاب !! .. افتتح معمل التربية الفنية وكان يحوي على العديد من الأعمال الفنية والرسومات ..
معمل التربية الرياضية حوى بدوره على العديد من المجسمات والمنشورات الرياضية .. تلك الفترة كانت أفضل مرحلة قضيتها في المدرسة .. فلم ندرس في اليوم إلا حصة ً واحده !! .. وباقي اليوم فيذهب إما في تعليق الصور على الجدران أو الرسم وعمل الأعمال ..
في اليوم الذي يسبق الحفل أرسل مدير المدرسة رسالة مع الطلاب إلى أولياء الأمور كتب فيها ( أعزائي أولياء الأمور .. نفيدكم بأن يوم غد سيقام في المدرسة حفل كريم .. سيشرفه مدير التعليم .. لذا ندعوكم مشاركتنا الحفل .. وترى فصل الصيف دخل له شهرين فياليت لو تغيرون ثياب عيالكم الشتوية واللي الأرض أنظف من كمومها .. وقبل لا أنسى ترى حصة الرياضة بكرة ملغية .. فيا ليت ما يلبسون الطلاب تكميلة تحت الثوب )
وفي اليوم التالي و بعد حضور مدير التعليم .. وانتهاء الحفل الكريم .. عاد كل شيء إلى وضعه القديم .. وأغلقت المعامل ونزعت اللوحات والتصاميم .. وكأن شيئاً لم يحدث !! وعدنا للدراسة في المدرسة القديم !
وأغلق الستار وانتهت المسرحية !
طبعاً هالمسرحية بالذات كان لها أثر سلبي على أهلينا .. فصاروا يرفعون الكيسان الزينة للعزايم ويخلونا نشرب في كيسان جبن سايل
المسرحية الثانية
كبرت وبلغت سن الشباب وكأي شاب كنت اجلس في الشارع مع أصحابي في الحارة , كان شارع حارتن قديم وإنارته سيئة و مهتريء جداً إلى درجة أن السيارات تفضل المشي على الرصيف بدلاً من الشارع ..
في حارتنا وفي وسط الشارع كانت هنالك حفرةَ كبيرة بمقابل منزلنا بالضبط .. لن أكذب لو قلت إنها إحدى أبرز المعالم في الحارة .. فـ بسببها لم نكن نعاني من مشقة في توصيف بيتنا لأي شخص , حتى عمال التوصيل التابعين للمطاعم لم نكن نقول لهم سوى " بيتنا قدام الحفرة " وبعد عدة دقائق نجده عند الباب ..
وزيادةً على أن الحفرة معلماً من معالم الحارة فهي ملعب ومرتع لأطفالها أيضا .. كنا نجلس بالقرب منها ونلقي فيها الحجارة حتى نملئه , ثم بعد ذلك نخرج الحجارة ونعبي الحفرة مرة ً أخرى <<— خلاص خلاص درينا أن الحفرة مهمة
ذات يوم وأنا في طريق العودة من المدرسة إلى المنزل , تفاجأت عندما دخلت الشارع ولم أجد الحفرة !! التفت يميناً وشمالاً لكي أتأكد بأنني في نفس الحي الذي اقطن فيه !! وتفاجأت أكثر عندما رأيت الأعلام و الإنارة و " عيون القطط " والتي لم تكن موجودة سوى في الشوارع الرئيسية وحتى جابوا لنا هذيك اللي كنا نحلم فيها من يوم اننا صغار ..
العمود اللي يصير في أخره دائرة حمراء مكتوب عليها كلمة ( STOP ) قلت في نفسي " ربما أنا احلم !! " قطع حبل أفكاري وتساؤلاتي صوت شتم وسب , التفت لأجد جارنا واقفاً أمام منزله وهو في حالة يرثى لها ..
ذهبت إليه وسألته : وش فيك عسى ما شر ؟! , رد علي وهو غاضب : الله لا يبارك في العدو قل آمين , رديت عليه : آمين .. بس وش صاير لك؟! ووش صاير للحارة ؟! لا تقول لي انهم يزبطونها عشان يطرحونها للاكتتاب!! , رد علي : لا .. لا .. هم دفنوا الحفرة و زفتوا الشوارع وغيروا الإنارة عشان فيه مسؤول كبير بيمر من هنا ..
رديت عليه : طيب وش فيك معصب كذا عاد !! .. رد علي : اليوم الصبح والعمال يشتغلون ويزفتون الشارع شافوا باب القراج حق بيتي مفتوح .. وأنا الحوش حقي ما يواجه .. فخافوا أن المسؤول يمر من الحارة وباب بيتي يصير مفتوح .. رديت عليه وانا مستغرب : طيب وش دخله ؟! ..
قال لي : زفتوا حوش البيت .. قال أيش .. ما نبي نخاطر ويمر المسؤول وباب بيتك مفتوح !! لانه منظر غير حضاري ! .. رديت عليه وقلت : احمد ربك يا رجال أن عيالك مهوب في الحوش ولا كان زفتوا رجل واحد منهم بعد!!
ويغلق باب القراج .. أقصد ويغلق الستار!!
المسرحية الثالثة
تخرجت من المرحلة الثانوية و تم قبولي في الجامعة , فرحتي كانت لا توصف فلقد تم قبولي من بين الألآف و خطوت خطوةً مهمة نحو المستقبل .. أتتني التهاني من الأقارب .. ولا عجب في هذا ولكن الشيء المستغرب أن البعض كان يدعو لي بالعون والنجاة والفكه من الجامعة كما لو أنني ذاهب إلى سجن أو راحل إلى علاج ..
تم تحذيري من الجامعات و ظلم الدكاترة وما يحدث من مشاكل .. ولكني لم أعبأ بما قيل لي لأن التعليم العالي كان طموح بالنسبة لي وهدف لا بد من تحقيقه ! بعد أن درست وتوغلت في ثنايا الجامعة رأيت وسمعت عن أشياء لا تخطر على بال بشر .. من ظلم وتعدي على حقوق الطلاب و تسيب و استهتار بالنظام .. طبعاً كلنا عارفين وما ننكر الضغط اللي يواجهه الدكاترة والموظفين .
بس هالضغط ما يخلي الأمور توصل لأنهم ينجحون طالب متوفي من بداية الترم !! ولا أنهم يحرمون الطلاب المنتظمين في الحضور من دخول الإختبار ويعلق أسماء طلاب ساحبين ملفاتهم من الجامعة !! وما أعتقد أن الضغط بيشفع للدكتور بأن يدخل على الطلاب وبكل عنجهية يقول : أنا ادرس الترم هذ ست قاعات خمس منهم اشتكوني عند العميد وش تنتظرون انتم؟!
وأظن ما فيه عذر للدكتور بأنه ما يصحح أوراق الإختبارات ويحط لك بدافع الشفقة درجة ( د = مقبول ) بدال ما يصحح الورق ويعطي الطلاب على قد تعبهم وجهدهم !!
الضغط ما يسمح لهم بأنهم ينزلون لك مواد وبعد ما تدرسها تكتشف أنها محطوطة لك بالغلط ومالها دخل في خطتك الدراسية.. وبعد ما تكلم رئيس القسم يقول لك : شف يا عزيزي .. دراسة مواد زياده عادية جداً .. ومفيدة لك وما تضرك أبد .. أهم شيء انك ما تتخرج وانت ما خلصت المواد المطلوبه منك .. خخخخخخخخ !! <<— بالله هذا كلام واحد إداري؟!
تخيلوا طالب خلص مستوى كامل ولما أنتقل للمستوى اللي بعده ما قدر ينزل مواد وقال له الموظف انه عندك أربع مواد رسوب من المستوى السابق ! .. طبعاً هو كان ناجح ومعه الأوراق اللي تثبت وكل شيء كان موجود .. ومع ذلك جلس ترمين ( سنة كاملة ) رايح راجع عشان يعدلون الخلل اللي ما كان له أي دخل فيه !!
يوم كنت في المستوى السابع كنت مثل أي طالب جامعي فرحان بقربه من التخرج ولازم يطبع سجله الأكاديمي ثلاث مرات في الأسبوع , دخلت مره على مكتب المسؤول عن الطباعة وبعد ما طلبت منه سجلي الأكاديمي قال لي : أنت طالب جديد وتوك مسجل عندنا مالك سجل أكاديمي !! .. قلت له وش لون أنا طالب جديد وأنا لي أكثر من أربع سنوات أدرس عندكم !!
أطبع لي السجل لو سمحت .. بعد ما طبع لي السجل لقيت معدلي صفر وكأني ما درست ولا ترم ! .. رحت للعميد وقلت له السالفة ونادى هو بدوره المسؤول عن إدخال البيانات وأستفسر منه عن الموضوع وبكل بجاحة ابتسم وقال يمكن سقط سهواً .. و فعلاً كما يقال شر البلية ما يضحك اكتشفت أنه فيه 15 طالب سقطوا سهواً مثلي .. وأبشركم تم علاج هذا الخطأ بسرعة خارقه وتم التعديل بعد ثلاثة أشهر فقط!
أذكر كان عندنا دكتور في الجامعة .. مشهور بالشر و الظلم و ترسيب الطلاب وعنده طلاب ما بقى لهم ويتخرجون إلا مادته هو بس !! .. وجلسوا عنده حدود السنة أو السنة ونصف .. يجون للجامعة ويدرسون مادة وحده بس !! .. ويرسبهم وبدون حسيب ولا رقيب !! .. رحنا كلمنا رئيس القسم وقال لنا : الدكتور فلان !! لا تكلموني فيه لو سمحتوا !!
رحنا للوكيل وللعميد حق الكلية وبرضو نفس الكلام !! حتى اذكر إن واحد من أخوياي مكلم رئيس القسم بعد صلاة العشاء في المسجد اللي عند بيته .. لعل وعسى انه يفيدنا وبرضو نفس الأسطوانه المسجلة " الدكتور فلان !! .. لا تكلمني عنه ! "
بعد فترة سمعنا عن مؤتمر كبير لعميد الجامعة والمؤتمر بيحضره وجهاء البلد وبعض المسؤولين , حضرت أنا وبعض زملائي المؤتمر وبعد عدة دقائق من دخولنا بدأ العميد بالتكلم عن الجامعة ( نحن نفخر بأن طلابنا .. ونحن نفخر بأن جامعتنا .. ونحن .. ونحن … ) ..
قام أحد الزملاء من مقعده وهو غاضب وقال له : طيب بالنسبة للدكتور فلان !! .. تفخر به بعد؟! .. التفت عليه العميد وقال له : لو سمحت مهوب هذا وقته الحين !! .. انا معه صحيح مهوب هذا وقته ..
هذا وقت انه يجلس يصور مع كل الموجودين ومن بكرة نفتح جريدة الجامعة ونلقى صوره معبية الجريدة ومصور مع فلان وعلان !! .. هذا وقت انه يتكلم ويفخر للحاضرين عن طلاب ما عمره شافهم أو حتى يدري عنهم !! .. صدقني لو استمر وضع جامعاتنا على كذا بعد كم سنة بتلقون نفسكم تدرسون الكراسي والطاولات !! <<— كلام كبيييير
طبعاً في مسيرتي في الجامعة شفت دكاتره مالهم مثيل ولا بديل وكنا نكن لهم كل احترام وتقدير , لا من أمانة وخلق وحسن تدبير, ولا بعد وفوق هذا كله يحاولون تطوير الجامعه ! .. بس للأسف كانت توجه لهم الكلمات المعتاده من الزملاء الحسودين والمتكاسلين " ليه ! – وشهولة ؟! – ماله داعي تسوي كذا ! " .. إلى أن يستسلم أو يمل ويصير مثل غيره إلا من رحم ربي
المسرحية الرابعة
تخرجت من الجامعة وتغيرت نظرتي للحياة وللمجتمع .. وصرت أبحث عن سبل المعيشة بشتى الطرق و طوال اليوم ! .. لدرجة أني ما لقيت لي وقت اشتغل فيه ! .. بعد ما قضيت مدة وأنا على هالحال اكتشفت اني مجبر أقدم تضحيات عظيمة لأغراضي الموجودة عندي في البيت .. و اضطرّيت أبيع كل السياكل اللي في بيتنا و أبيع المكيفات اللي مالها سنع وبمساعدات من الوالد والوالدة ( الله يشفيهم ويحفظهم ) طلعت لي بمبلغ 15 ألف ريال سعوي
كنت كل ما أسال واحد وش المشروع اللي تنصحني فيه ؟! يرد علي وهو مطمئن سوق الأسهم لا يفوتك .. و بعد المشاورات اتكلت على الله ودخلت بفلوسي في الأسهم .. ما أخفيكم إني ما كنت مرتاح لها !! .. لأني كنت أحس أني أبيع وأشتري الهواء!! .. يعني حتى لعبة المونوبولي إذا شريت فيها شيء يعطوني صك له .. وتأخذ 200 في نهاية كل لفة وتقدر ترهن المحطات وتقدر .. <<— خلاص خلاص عرفنا أن عندك مونوبولي
دخلت في السوق والحمد الله مع إني كنت ما اعرف شيء فيه إلا إني كنت اكسب !! .. ومع إني كنت ضد نظرية انك تخاطر برأس المال كله إلا إني خاطرت به .. طبعاً المخاطرة براس المال كله غلط صغير بالنسبة للي يبيع بيته أو يتسلف مبلغ كبير !! المهم .. في يوم من الأيام فتحت جهاز الكمبيوتر على محفظتي الاستثمارية وما دريت ألا وكل شيء في الشاشة احمر حتى أسمي بعد!
طيحت سوق الأسهم كسرت ظهر الكثير وترتب عليها الكثير من المصّايب والمشاكل والخساير وزاد المصيبه اننا نخسر من هنا والمعيشه تزيد من هناك على سبيل المثال السكن والعقار ..
وقبل مدة قريبة قريت عدة مقالات أغلب محتواها كان ( أننا نواجه مشكلة غلاء في المهور وأن أغلب الشباب ما يبون الزواج وأنهم ليسو على قدر المسؤولية لفتح بيت !! ) .. أنا من وجهة نظري أشوف أن المهور مهيب ذاك الغلا !! أو على الأقل الأغلبية منها أسعارها معقوله..
اما بالنسبة لفتح البيت فأكيد ما راح نفتح بيت أو نعيل أسرة .. إذا صار الواحد وهو عزوبي يالله يكفيه راتبة أجل بالله فطورنا صحن الكبدة بعشرة ريال و طبق البيض 18 .. إذا صارت أغلب الوظايف الموجودة ما تطلب إلا جامعي وبتخصص معين ومعه خبره من ثلاث إلى خمس سنوات وتشترط عليه إجادة اللغة الأنجليزية تحدثاً وكتابة بالإضافة للتعامل مع الحاسب الآلي وبراتب ألفين أو ثلاثة أكيد ما راح نقدر نفتح بيت !! .
و إذا صارت المولات والأسواق توظف السعوديين بألف وثمان مئة ريال في الشهر وتجبره يوقع معها عقد يقول فيه أنه لو تركهم خلال أول سنتين راح يدفع لهم ست ألاف ريال !! .. طبعاً قمة القهر أنك تتخرج ومعدلك ممتاز و تخصصك مطلوب وما تلقى وظيفة ..
بينما واحد ثاني متخرج من تخصص مكتفي من عدة سنوات ومعدله متدني ويتوظف ويمكن يطلع له بعثه ويسافر ! عشان أبوه منصب ويعرف فلان وعلان .. بينما أبو الشخص الأول ما يعرف إلا أمه بس!!
وهالحين أصحاب الشقق صاروا يرفعون الإيجارات على المستأجرين من 14 ألف ريال إلى 22 ألف ريال خلال سنة وحدة !! مع العلم أنه ممنوع عليه زيادة الإيجار أكثر من 6% في السنة !! بس على ما قال المثل لا غاب القط العب يا فار والحين موب فار واحد الا فيرااان بس الله يرحم الحال .. وفي الختام احب أقول لكم وبحكم أني شاب وعاصرت الشباب أن أغلبهم ودهم يتزوجون .. وإذا علي أنا ودي أتزوجكم كلكم.. بس أسمحوا لي اقولكم ما عندنا مهور أو بالعربي المهور أخذها الهامور!! ويغلق الستار مرة اخرى !!!
نسيت أقول لكم أن المسرحية هذي كلها مكتوبة قبل زيادة الـ 5% التراكمية
المسرحية الخامسة
تتوظف في إحدى الدوائر الحكومية براتب زهيد .. وتبدأ تشتغل بذمه وتتعب وغيرك جالس يقرا جرايد وحاط رجل على رجل وكل شوي يسأل " هاه ما جعتوا نطلب فطور ؟! " .. يزعجونك أهلك بالسفر وتضطر انك تطلب إجازة .. تروح للمدير وتقول له و يرد عليك بـ لا .. لا .. ما نقدر نعطيك إجازة من ينوب عنك ؟! .
تقول له ينوب عني زميلي في المكتب ( أبو رجل على رجل وجرايد ) .. يرد عليك المدير : لا .. هذاك ما يعرف شيء وما نستفيد منه ! .. ترجع للمكتب وإجازتك مرفوضة .. وبعد أسبوع تتفاجأ بأن زميلك ( أبو رجل على رجل و جرايد ) مقدم على إجازة و وقع عليها المدير .. تروح للمدير وتكلمه و يرد عليك بكل بساطه : خله يروح ويفكنا … تراه ما يعرف شيء أبد !!
بعد مدة .. يدخل عليك المدير في مكتبك ومعه معاملة مستعجلة يعطيك إياها ويقول لك شف لي هالمعاملة .. ترفع راسك والمعاملات مالية مكتبك وتقول له طيب عطها فلان ( أبو رجل على رجل وجرايد ) شفه فاضي وما عنده شغل !! .. يرد عليك ويقول : فلان ما يعرف شيء أبد!!
وبعد فترة .. تدخل المكتب وتسأل عن فلان ( أبو رجل على … إلخ اكيد عرفتوه عاد) .. يردون عليك زملائك ما دريت فلان منتدب ..!! تروح وتكلم المدير ليه يروح فلان وأنا لي كم شهر قايل لك الإنتداب ذا بالذات أبيه .. يرد عليك بكل برود : خله يروح ويفكنا .. فلان ما يعرف شيء أبد !!
والله يستر في الأخير لا يصير أبو الجرايد هو مديرك !! .. ويغلق الستار!!!
المسرحية السادسة
دايم وأنا أتفاعل مع أخبار الجرايد كان أي واحد يقول لي لا تصدق ما تقراه ترى أغلبه كذب وكنت أقول له مهوب معقول يا أبو فلان ان كلها نصب ! يعني يكتبون الأخبار من روسهم ؟! يمكن فيه إضافات ومبالغات بس بنسبه قليلة.. هذا كان رأيي .. لكن بعد ماصار لي هالموقف صرت ما استبعد اي شيء !
أحد الأيام وأنا أتسوق في إحدى مولات الرياض , وقف بالقرب مني رجل ومعه ميكرفون وقال لي : معليش يا طيب بس ممكن نسألك سؤال ونصورك عشان تطلع في التلفزيون ؟! .. ابتسمت في وجهه وبعدها مررت يدي على شفاتي لكي ابلله ثم مسحت بيدي خصلات شعري المنسلة على جبيني وجاوبته بكل اريحيه : ايه , وليش لا ..
بعد ما وافقت على طلبه مد لي ورقة صغيرة والتفت على صاحبه وناداه بأسمه " فلان .. يا فلان تعال وجب معك الكاميرا " وبعد ما نادى صاحبه والتفت إلي سألته : الحين وش ذا الورقة ؟! .. ضحك وقال لي أن هذا هو الجواب اللي تبي تقوله الحين إذا جينا نصورك !
رديت عليه بأستغراب : يعني أنت معك السؤال و معك الجواب وانا بس مجرد كمبارس أو شخص يمثل لك إجابتك؟! إذا الدعوه على كذا اجل اكيد أنكم تدورون على شخص حسن الوجه عشان يقول إجابتكم .. صح؟! , أبتسم وقال لا يالطيب حنا ندور الناس اللي شكلها عادي جد وشكله مو إعلامي أو بالعربي شيون .. رديت عليه بأستهجان : بعد! اسمح لي أنا بقول الجواب اللي في بالي ولا ما راح أصور !! .. بعد ما قلت له كلامي هذا اخذ ورقة الإجابة مني وذهب يبحث عن كمبارس آخر وللأسف كان هذا مذيع لأحدى القنوات السعودية والتي من المفترض أن تعكس لنا رأي الشعب لا أن تمثله علينا!
المسرحية السابعة
الساعه 2 الظهر وأنت في سيارتك ومتجه للبيت بعد دوام متعب , فجأة تطلع عليك سيارة من أحد المخارج وتدخل عليك في طريقك مع إن أحقية الطريق لك ! تحاول تتفادها لكن ما باليد حيلة تتصادمون , تنزل من السيارة وتروح لصاحب السيارة اللي صدمك وتكتشف أنه سائق أجنبي ماله شهر في السعودية ! , تتصل على المرور وبعد أمد من الدهر يجونك
في بداية الأمر يحاول يقنعك العسكري بأنك تتنازل لأنه مهوب فاضي ينزل ويخطط الحادث في الحر , ترفض عرض العسكري السخي وبعد الرفض يضطر ينزل من السيارة عشان يخطط الموقع وبعد التخطيط يصير الخطأ 100% على السائق . يسألكم العسكري هل معكم تأمين ؟! تردون عليه بالموافقه ..
بعدها يرسم العسكري التخطيط و يكمل باقي المحضر على كبوت السيارة وفي الأخير يطلب منكم مراجعة قسم المرور لكي يتم إكمال باقي الإجراءات وعشان يعطيكم ورقة إصلاح السيارة .
من بكرة و في مركز المرور .. أول ما تدخل على مكتب الضابط يطلب منك تجيب رقم محضر الحادث , تروح للمكان اللي بتاخذ منه الرقم وتتفاجأ بأنه قدامك طابور طويل , توقف فيه وبعد ما يوصلك الدور وتأخذ الرقم .. تفرح بأنك خلصت من هالطابور وترجع لمكتب الضابط عشان تكمل إجراءاتك وتخلص لكنه يقطع فرحتك ويقول لك رح أوقف في طابور ثاني ومعك رقم المحضر عشان يعطونك أوراق تقييم للورش..
تروح تقيم سيارتك في ثلاث ورشّ وبعدها ترجع للمرور عشان يصدق لك التقييم .. وتجيب أسعار قطع الغيار مختمه .. وبعدين تبدأ مطاردتك خلف شركات التأمين وقد تجلس بالشهرين أو الثلاثة وارجع للمرور خذ ورقة اصلاح طبعا ما يحتاج أقول لك لا تضيع رقم الحادث عشان ما يتعيجز العسكري يراجع في السجلات ويمشيك سريع سريع ..
المشكلة ان كل هذا و الخطأ فيها مهوب منك وتقرير المرور يفيد بذلك 100% ! .. أيه صح نسيت أقول لكم وش صار على السواق .. بصراحه كل اللي سواه انه عطى المرور صورة من التأمين وبس ! .. يمكن تقولون أن هذا شيء طبيعي ولازم تأخذ الأمور مجراها بالشكل هذا وأن الطوابير والتأخير شيء عادي .. بقول لكم تراني عطيتكم مثال على حادث بسيط وما فيه أي إصابات .. طيب تخيلوا لما يجي مراهق يفحط ويصدم سيارة فيها عائلة ويتوفون !
أنا لي صديق عزيز أعتبره مثل أخوي صار له حادث صادمه واحد يفحط وتوفت زوجته و ولده الصغير -الله يرحمهم – وجلست القضية ست شهور الين ما وصلت للمحكمة ! وبعد وصولها للمحكمة بدأ التأجيل اللي ما يقل عن شهرين ..
صدقوني ما فيه أشين من أنك توقف قدام واحد قاتل أهلك ولما القاضي يطلب منه الأوراق يرد بكل بجاحه ويقول ما دريت أنكم بتحتاجونها ! .. وما يكون من القاضي إلا الرد بكل بساطه " تأجل القضية لمدة شهرين " !!
طبعاً كل هالتأجيل اللي صار للخصم ( المفحط ) وهو ما عنده أي واسطة بس كانت واسطته الوحيدة هي البيروقراطية .. وأعتقد لو كان عنده واسطة كان الحين صديقي مسجون من ثلاث شهور وقايلين له أحسن من قايل لك تطلع ومعك أهلك!
ودي أغلق الستار بس القضية ما انتهت إلى الآن ! عشان كذا أبقول يؤجل غلق الستار لمدة شهرين .
المسرحية الثامنة
قبل فترة وأنا أمشي في إحدى مواقف مستشفيات الرياض لقيت قدامي بنت قالت لي الله يعافيك يالطيب أنا جاية أسوي لأمي مراجعة وفلوسنا كلها راحت على الدكتورة والعلاج ونبي منك الفزعة يالأخو وما أبي منك إلا قيمة التاكسي .. أنا لا إرادياً دخلت يدي في جيبي ومديت لها عشرين ريال ..
طبعاً كان السبب هو تحرك جانب الرحمه والأخوه والرجولة وكان وفيه سبب ثاني وهو أني خقيت على البنت وفهيّت وعطيتها الفلوس وانا ما ادري بس هذا سبب ضعيف جداً عشان كذا خلونا على السبب الأول أحسن وأوجه
بعد ما مديت لها العشرين ريال قالت لي بس عشرين ؟! رديت عليها باستهجان لا تقولين لي حتى الشحاذة غلت بعد !! وبعدين وش فيها العشرين؟ تدرين اني كنت ناوي أخليك توقعين على إيصال إستلام على العشرين ريال .. ورحت وتركته
وقبل أسبوع وأنا في إحدى محطات الوقود جاء لمي واحد كاشخ ولابس لبس أحسن من لبسي .. لدرجة اني أول ما شفته توقعت انه بيقول لي : والله أني رحمتك أنت وسيارتك ذي عشان كذا بكتب لك شيك وأشتر سيارة جديدة .. بس الطامة الكبرى أنه عطاني ذا الورقة
قبل لا اعلق على الورقة أحب اقول لكل اللي شافوا علامة " تويوتا " على الدركسون أن سيارتي مهيب شرط تصير كورلا يمكن تصير جيب لاندكروزر مثل <<— فضح نفسه
ايوه وين وصلنا.. نعم يا اخوان عطاني ورقة ملونه ومطبوعة بالكمبيوتر ولا بعد تدرون وش القهر ؟ انه يوم عطاني الورقة طلع جواله من جيبه وأتصل وأبعد عني شوي عشان ياخذ راحته بالكلام .. أنا على طول طلعت جوالي عشان أصور الورقة وبعد ما صورتها شفت جوالي وتذكرت أني أنا بكبري جوالي مفصول ! .. رجع لمي الشحاذ الكشخه عشان يأخذ ورقته .. مديتها له وقلت له : الله يرزقنا ويرزقك , وترى جوالي مفصول كان معك شيء لا تقصر معنا الله يعافيك
بعد ما شفت هالشحاذ المتطور صرت ما استبعد أن الواحد وهو واقف عند الإشارة تجيه رسالة بلوتوث مكتوب فيها ( السلام عليكم يا صاحب السيارة أنا الشحاذ اللي واقف تحت عمود الإشارة , لو تكرمت عطني ما تجود به نفسك على رقم الحساب المذكور أدناه )
فيه ملاحظة أنا ملاحظها ومدري يمكن أني غلطان أو بالأحرى أتمنى إني أكون غلطان .. الحين ليه اللي يبيعون خضار و جح في الشوارع ما يمديهم يوقفون في الشارع ومعهم بضاعتهم إلا والبلدية طابه عليهم وينقلب الشارع كله اصفر في اصفر!
صحيح انه غلطان ومخالف بس على الأقل أفضل من اللي يشحذون عند المساجد والإشارات واللي ما عمري شفت احد يمسكهم أو يكلمهم حتى ! .. مع إن اغلبهم كذابين و القهر أنهم يطلعون دبل راتب موظف البلدية و دبلين اللي يبيعه بياع الجح الممسوك من قبل البلدية وكله تحت راية ( أعطوني من ما أعطاكم الله )
.
.
نعم يا أخونا حياتنا كلها عبارة عن مسرحيات وإن لم تكن البطل فتأكد بأنك من الجمهور
نأسف على الإطالة قبل المصالة
مواضيع عشوائية :