إلى رئيسي مع التحية !!
يناير 3rd, 2010 بواسطة Mr. A
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
– هلا , وينك فيه ؟
– يا جماعة تراني متأخر على الدوام , بالله ما أحد منكم شاف نعالي ؟
– هلا بك , أنت قل لي وينك فيه أول ؟!
– هيه أنتم , نعالي عندكم ؟!
– بقول لك ويني فيه بس ترى بتقول لي أنت بعد !
– خلاص خلاص أبشركم لقيت نعالي .. إلا ما تدرون وين مفتاحي ؟
^
^
ثلاثة جالسين يسولفون في البلاك بيري
على الطاري مير , قبل فترة اختبرت الطلاب وأخذ طالب ( من الشوام ) درجة تسعة من عشرة وجلس يصيح عندي : يا أستاذ بدي الدرجة هي !! .. فـ سويت اجتماعات مغلقة مع الأهل والأصدقاء المقربين وتوصلت إلى حل ومن بكرة رحت له للمدرسة وقلت له : بعطيك عشرة بس جب لي من أهلك طريقة الكبة الشامية ! <<– أمحق مدرس وأمحق اجتماعات
* * *
قربوا قربوا وش فيكم خايفات مني ؟! .. كان ذلك كلامي المليء بالتميلح والموجه لـ نانسي عجرم و أليسا , واللاتي كن يتهامسن : يأبرني هالرأس المتلت ما أحلاه .. نظرن إلي وعلامة الخجل قد بانت على محياهم وقالوا بدلعٍ شديد : أوكي راح نئرب بس في الأول غمض عيونك وعد لحد التلاته وبعدين فتحهم .. أغمضت عيني وعددت إلى الرقم ثلاثة ومن ثم فتحتها فإذا بي أرى إبليس أمامي وهو يحمل حقيبته على كتفه ويقول : خلاص طلعت الشمس وخلصت مهمتي اليومية معك , تقدر تقوم تصلي الفجر الحين !
استيقظت فزعاً لأكتشف بأنني كنت أحلم ( ما أعتقد هالاكتشاف يبي له ذكاء ) , أمسكت بهاتفي المحمول لأنظر إلى الساعة ف تفاجأت بوجود رسالة نصية جديدة .. فتحتها فإذا بـ رئيس تحرير الجريدة التي أعمل بها قد أرسل لي : ترى بكرة العصر أخر موعد عشان تسلم مقالك ! .. تنهدت وأغمضت عيني مستسلماً للنعاس فإذا بـ هاتفي الخليوي يرن مشيراً بوصول رسالة نصية أخرى , فتحتها لأجد رئيسي قد أرسل لي مجدداً : على فكرة ترى الرسالة اللي تو المفروض أني مرسلها لك أمس , يعني أخر موعد للتسليم اليوم العصر !
قفزت من سريري وبدأت يومي المعتاد بدش تحت الماء البارد , لطالما أحببت الماء البارد في الصباح , ليس لأن السخّانة معطلة ومتعيجز أصلحها بل لأنني أحبه حقاً ( وشو نكبته ؟ ) .. خرجت وقد لففت الفوطة على خصري كما يفعل عارضي الأزياء المفتولي العضلات في إعلانات العطور , وقفت أمام المرآة وبدأت أنظر إلى عضلات جسمي وبالتحديد عضلات بطني التي تقسمت كـ جدول الضرب .. قطع علي خلوتي مع المرآة دخول أخي الصغير علي : للحين وأنت تشخمط على كرشتك وتحط ذا الخطوط بالقلم وعلى بالك أنها عضلات ؟ يا أخي شف بالله وش كبر بطنك , شف سرك وشلون قايل وسط هالكرشة , كأنه زرار كنب يا شيخ .. المهم بس عطني بطاقة الصراف حقتك .
وضعت يدي على ذقني وقلت حائراً : تصدق ودي أن عندي آلة زمن !! .. سألني أخي مستفهماً : وليه بالله ؟!! وش تبي تسوي فيها يا دافنشي ؟! تبي ترجع في الزمن عشان تغير مفرش سريرك اللي دايم أشوفه مليان بقع ؟! هاه يالله جواب ؟؟ .. قاطعته بغضب : قلت لك مليون مرة أن البقع هذيك عقب غسيل الشغالة الخايس !! .. سكت للحظة ثم استطردت : وبعدين يا درج ترى كلها مرة وحدة لا تجلس تصجنا .. يا شيخ لو عندي آلة زمن كان بعتها وشريت لي بقيمتها أخ زي الناس بدالك !! وطبعاً مفرش جديد بباقي الفلوس .. تغيرت ملامح وجهه إلى العصبية فـ استطردت بعد أن مددت له البطاقة قائلا ً: وش دعوة ترى أمزح , تفضل هذي البطاقة .. بس تعال تراك ما قلت لي وش فيها بطاقتك ؟ وليه ما استخدمتها ؟!
وضعها في جيبه ثم أجابني وملامح وجهه بدأت تتغير إلى الابتسامة : عايش معي لك أربعة وعشرين سنه وما زالت تمشي عليك هالنظرات الغبية اللي تو ؟! , عموماً أنا بروح أشتري كتب للجامعة وما معي فلوس الصراحة وخبرك المكافأة حقتنا كثيرة مرة لدرجة أننا نحتار نهاية كل شهر نقسط سيارة وإلا شقة !! وما شاء الله عليهم ما يتأخرون علينا أبد , وأنت أساساً مجرب قبلي وعارف بطاقة الجامعة كيف نظامها الغبي !! .. وما أن خرج أخي من الغرفة إلا وقد احتضنت جهاز اللاب توب وبدأت في كتابة المقال الذي ألهمني به :
البطاقات المصرفية , آفة عصرية !
مما لا شك فيه أن نسبة الشباب تحتل النسبة الأكبر من سكان السعودية , هذا يعني أنهم هم الفئة الكبرى التي تستهلك الخدمات وما إلى ذلك .. ما يحيرني حالياً هو نظام بعض البنوك المتعاقدة مع الجامعات والتي قد أعطت الطلاب بطاقة مصرفية مخصصة لهم ذات صفات قليلة أو " ملحطه " أن صح القول ! .. فما الفائدة إذا أعطاك البنك بطاقة لا تستطيع أن تستخدمها في مكائن الصرف الخاصة بالبنوك الأخرى !! ( العيوب : في حالة كنت ماسك خط لازم تكون يدك على قلبك كل الطريق الين ما تلقى مكينة صراف تابعه لبنكك ) .
وما فائدة البطاقة إذا كنت لا تستطيع أن تستخدمها في الحساب عن طريق العملية الفورية في كاشيرات المولات أو المحلات !! ( العيوب : لو تدخل محل وأنت ما معك فلوس كاش أو ناسي تسحب كالعادة .. لازم تحط أغراضك على جمب وتروح تدور لك أقرب مكينة صراف .. تابعة لبنكك كما ذكرنا سابقاً ) وما فائدة الحساب البنكي إذا كان لا يستخدم في تسديد الفواتير ولا يمنحك حق الإيداع فيه ولا حتى التحويل به من حساب إلى حساب ( العيوب : جميع ما ذكر أعلاه <<- توهق ) .. باختصار يا عزيزي البنك بطاقتك هذه تنافي جميع الحقوق البشرية .
هذا بالإضافة إلى .. أممم بالإضافة إلى … إلى …. فجأةً يخرج ضوء قوي من السماء فإذا به نيزك مشع قادم بسرعة نحو الأرض لذا سأضطر أن أنهي مقالي الأن !
* * *
بعد أن انتهيت من كتابة المقال طبعته وقرأته عدة مرات ولكنه كان مخيباً للظن , مزقت الورقة ومن ثم ذهبت لأعزف على البيانو ( أخص يا الليدي ليدي ) .. فإذا بوالدتي تدخل علي الغرفة وتنزع قابس المسجل من الكهرباء وهي تقول : ياربي منك بس , أنت للحين تجلس عند الكامدينه وتشغل المسجل وعلى بالك أنك جالس تعزف بيانو ؟! متى تكبر وأنا أمك ؟! في البيت مزعجنا وعند الناس مفشلنا , استح على وجهك شف كم عمرك وعجزنا نزوجك ! كل ما خطبنا لك بنت قالوا لنا أهلها ( كان بودنا صراحة بس للأسف ما نزوج بناتنا خريجين مستشفى شهار ) .
تنهدت لتكمل كلامها : الله يقطع إبليسك صار لي كذا سنة وأنا أمشي وصورتك في شنطتي وكل ما شفت بنت وريتها إياها لعلا وعسى توافق عليك بالمسيار أو العرفي أو حتى لو تبون تنحاشون مع بعض بدون زواج أهم شيء أفتك من جلستك في البيت اللي مالها سنع .. قبل أسبوع كان عند أم فيصل عزيمة وكان فيه مجموعة بنات مجتمعات مع بعض قلت في نفسي هذي فرصتك يا أم مستر .. طمرت لهم وأول ما طلعت الصورة من الشنطة قامت وحدة منهم وقالت بكل بجاحة وهي تضحك : لا يا خالة ما سمعت هالألبوم للحين .. وضحكوا علي كلهم , بعدها حسيت إني مذيعة الأخبار الفنية حقت قناة روتانا وأنا أمك .
وقفت بقربها وربت على كتفها وقلت مواسياً لها : ما عليه يا يمه بيجي يوم ويصيرون البنات هم اللي يلاحقوني .. نظرت إلي والدتي نظراتٍ حادة مليئة بالاستغراب وكأن لسان حالها يقول : وش عنده توم كروز ؟! .. فاستطردت قائلاً : أوكي ما راح يلاحقوني بس على الأقل بيصيرون يتمنوني ! .. استمرت نظرات والدتي ليقول لسان حالها مرةً أخرى ( صجنا ذا ) : لا بعد يحسب نفسه توم كروز ولابس جاكيت جلد الظاهر <<– قمة الإغراء عندها .. لأكمل كلامي : خلاص ما راح أحد يبغاني , أرتحتي الحين ؟ .. عم الصمت أرجاء المكان فقطعته قائلاً: تصدقين يا يمه ؟ ودي أن عندي آلة زمن !
أجابتني والدتي وهي تصفط بنطالي المرمي على الأرض : ليه وأنا أمك ؟ أكيد تبيها عشان ترجع في الزمن لأيام ما كانوا يجوننا بنات أخواتي وكنت ما تتغطى عنهم المارج ؟! وبالمرة تغير مفرشك اللي كله بقع وأنا أمك .. خطفت البنطال من يدها وقلت : يمه ترى من كثر ما تصفطينه ما راح نقدر نفكه مرة ثانية , وبعدين وش قصتكم على ذا المفرش ؟! وبعدين الله وأكبر يا بنات أخواتك ترى كلهم عجز ومن عرفت الدنيا وهم معرسات .. بأحتاج أكثر من آلة زمان عشان ألحق على شبابهم .
أخذت مني البنطال وعادت لتصفيطه مرةً أخرى وهي تتعجب : أجل ليش تبي الآلة ؟! .. أجبتها : الصراحة كنت ناوي أبيعها عشان أشتري بقيمتها أخ ثاني ( للحين حاقد عليه ) .. بس الحين هونت وقررت أستخدمها وأرجع في الزمن إللى قبل ما تدخلين علي الغرفة بشوي .. عشان أقفل الباب عنك بس !
سحبت البنطال منها بسرعة ووضعته في الدولاب واستطردت : خلاص يا يمه ارحميه , الناس كلها درت أن ما عندي إلا هالبنطلون صفطي أي شيء ثاني الله يرحم والدينك , صفطي الستارة لو تبين أهم شيء اتركي البنطلون , من يدري يمكن أحتاجه إذا بغيت أكتب جزء ثاني لموضوع البنطال السحري .. نظرت إلى بريبة وقالت : ليه عندك ستارة أساساً ؟! طول عمرك تغطي دريشة غرفتك يا بشرشف ولا ببنطلونك , يعني أنا كنت أصفط ستارتك .. المهم بس أنزل عشان جب لنا الأغراض الحين بيجي راعي البقالة .
خرجت إلى الشارع ووقفت بقرب سيارتي الفارهة وبدأت في تلميعها وإزالة الغبار عنها وأنا أنتظر عامل التوصيل , مر بقربي جارنا فقال لي ساخراً : أنت للحين معك هالكورلا القرنبع اللي مليانة دناديش إلين صارت كأنها سيارة تاكسي حقت باكستاني .. ولا بعد من زين الطبايع حاط عليها لزقة ( قراندي ) على بالك أنها فخمة الحين يعني ؟ .. ألتفت إليه وأنا أحمل في يدي الفوطة التي كنت أنظف بها سيارتي .
فإذا بجاري يستطرد : ولا بعد جالس تمسح سيارتك بجلال الصلاة يا ظالم ؟! هههههه تعال بس يا ( مستر اي ) أقلط تقهوو عندي .. رميت الجلال من يدي وأنا محرج وقلت له باستحياء : لا الله يسلمك خلها مرة ثانية .. خاطبني قائلاً : يا رجال تعال بس , تراها مصلحة مصلحة لذا فيك ولا تنكب .. أغلقت قبضت يدي من شدة غضبي من فظاظة كلامه وقلت بعد أن مقلته بنظرات مريبة : تصدق ؟! ودي أن عندي آلة زمن !
أجابني ضاحكاً : ليه ؟ أكيد تبي ترجع في الزمن عشرين سنة لورى عشان تصير سيارتك ذا الخايسة توها جديدها ؟! .. تصنعت البسمة في وجهه وقلت : لا بس بغيتها عشان أبيعها ونشتري لنا بيت جديد في حي زين بدال هالحي الزبالة اللي حنا ساكنين فيه !! .. تغيرت نظراته وسألني مستغرباً : غريبة ما جابت طاري مفرشك أبو بقع ؟! .. نظرت إليه مصدوماً من معرفته بسالفة المفرش ولكن ولله الحمد قطع كلامنا وصول عامل التوصيل ومعه الأغراض .
أخذت منه كيس الأغراض الذي كان بداخله علبة بيبسي , أخرجتها وسألته : بكم ذي يا صديق ؟ .. لم يتعب نفسه بالرد علي بل أخرج من جيبه قطعة صغيرة قد مزقت من أحدى الجرائد كتب فيها أن البيبسي قد أرتفع سعره ! .. نظرت إليه بقهرٍ شديد ثم قلت : تصدق يا صديق ودي أن عندي آلة زمن ! .. هز رأسه لي كناية عن عدم الفهم , فـ استطردت وأنا أمد له المال : خلاص خلاص مهوب لازم تفهم ! .. ذهبت إلى غرفتي وعلى الفور فتحت جهازي وبدأت في الكتابة .
أنبدأ حملة خلوه يطيش ؟!
في الحقيقة لم تأثر فيني قرارات رفع الأسعار السابقة كما أثر الإرتفاع المفاجئ لسعر البيبسي بنسبة 50% , ( العيوب : أول عيب وسؤال في نفس الوقت هو , إذا رحت للمطعم وطلبت بيبسي هل بيعطيني نص وإلا علك وإلا شاورما صغيرة ؟! ) ليس لأنني أحبه وقد أدمنت على شربه وليس لأنني قد غضبت بشأن النصف الريال الذي سأدفعه عندما أفكر أن أشربه في المرة القادمة ! بل لأن سعره كان بالنسبة لي وللكثير أيضاً كـ معادلة حسابية لا تقبل التغيير !
مبرمجة في عقولنا وحفظناها منذ صغرنا , تماماً كما في المعادلة 1+1=2 .. لا يمكن للإجابة أن تكون غير الرقم اثنين ! إلا بالطبع في حال استبدل علماء وأساتذة الرياضيات وعلم الجبر بـ موظفي وزارة التجارة !! ( العيوب : لو لا قدر الله وصار فيه فعلاً تبديل بين الموظفين , راح نخسر الرياضيات وعلومها للأبد !! ولكن ومن ناحية أخرى ستتحسن وزارة التجارة للأفضل لأنه مهما كان تخصص الشخص اللي بيشتغل فيها بيكون أفضل من الموجود !! )
كما المعتاد سينقسم الناس حيال هذا الموضوع ما بين معارض وغير مكترث ؛ وآخرين سيقولون ساخرين : بأن هنالك خطط من سكان الفضاء قد حيكت كي يقضى على سكان السعودية , عن طريق رفع سعر الأرز أولاً ومن ثم البيبسي .. ومن ثم سيرددون ( وش يبونا نأكل بالله ؟! ) .. أنا عن نفسي مؤيد للمقاطعة ولكن ليس بسبب الغلاء , مؤيد لكل من يقاطع المنتجات الغازية بسبب أضرارها التي لا تحصى ! ولمن يستصعب تركها فليتخذ الغلاء سبب وجيهاً له وليتذكر شعوره حينما عرف لأول مرة عن ارتفاع الأسعار !! ( العيوب : في حالة أن الناس سووا مقاطعة راح يخسرون سكان الفضاء مبالغ هائلة دفعوها على خططهم الذكية <<– خش جو )
ختاماً أود أن أخط هذه الأسطر إلى إدارة شركة " بيبسي " , قبل أن تفكروا في رفع الأسعار بسبب ارتفاع السكر عليكم أو بسبب ارتفاع اللون الأزرق الذي تلونون به شعاركم وعلبكم المعدنية .. أتمنى منكم إعادة النظر إلى مكائنكم الموجودة في الشوارع وخصوصاً حقت جامعتنا !! واللي على فكرة كنت اسميها " الحصالة " من كثر ما كنت أحط فيها الريالات وما تطلع لي شيء !! لدرجة أني إذا شفت واحد يمشي ومعه بيبسي في الجامعة على طول سألته : من وين شريته يا أخي ؟!
وأختم أسطري هذه بسؤال مهم جداً : وشلون بنحط ريال ونص في المكينة ؟! ( العيوب : صلحوا مكائنكم أول وبعدين نتفاهم !! <<– لا زال متوهق ) .. وبما أنه قد .. وبما أن .. فجأةً يخرج ضوء قوي من السماء فإذا به نيزك مشع قادم بسرعة نحو الأرض لذا سأضطر أن أنهي مقالي الأن !
* * *
طبعت المقال وتمعنت النظر فيه فمزقته هو الآخر لكونه لم يملئ عيني الزرقاء ( وين شركة بيبسي تجي وتحطها شعار لهم ) .. دفعت اللاب توب واتكأت على ظهري وسرحت بفكري بعيداً مفكر في موضوع مقالاً اكتب عنه , لم يمضِ سوى القليل فإذا بي أقرب اللاب توب مني وأبدأ في الكتابة مجدداً وقد ارتسمت على محياي علامة الخبث .
– سوبرمان – العصر
جميعنا نعرف الشخصية الكرتونية الخيالية الشهيرة " سوبرمان " .. الشخص المفتول بالعضلات والذي يأتي في أخر اللحظات كي ينقذ الضعفاء في الشدائد والصعاب .. الذي لا نعرفه جميعنا أن هذه الشخصية موجودة لدينا ولكن بشكل آخر .. فلقد أستبدل سوبرمان عصرنا العضلات بـ " الكرشة " , كما أستبدل السرعة وميزة الوصول في آخر لحظة إلى الوصول إلى ما بعد اللحظة بيوم أو يومين .. على حسب الزحمة .. هل عرفتم من هو سوبرمان عصرنا ؟!
أنهم رجال الإطفاء , فهم من يفترض بهم أن يقتحموا الأبواب المغلقة وينقذوا المحاصرين في الحرائق والحوادث – حمانا الله وإياكم منها – ولكن وللأسف ما يحدث حالياً للغالب منهم هو الإهمال وعدم الاكتراث والوصول بخزن خالي من الماء ( في حال وصلوا قبل أن تنطفئ النار ) .. راجع نفسك عزيزي القارئ وتذكر كم من حادث قد رأيته وأنت في طريقك إلى منزلك أو عملك على مدار السنة , الكثير أليس كذالك ؟ كم مرة منها رأيت رجال الإطفاء يباشرون الإنقاذ في الحدث ؟ <<– ولا يهونون بعض رجال الشرطة والمرور اللي إذا شافوا حادث من بعيد لفوا ولا كأنهم شايفين شيء .
لو تذكرت جيداً وكان طريقك للدوام لا يختلف كثيراً عن طريقي .. ستكون الإجابة هي أن كثير – إن لم يكن " الأغلب " – الحوادث يتم إسعافها من قبل الحشود المتجمهرة , ورجال المرور والإطفاء كلاً في جهة إما يهز يده كي يحرك حركة السير أو يتصل على زوجته كي يخبرها بأنه سيتأخر على الغداء ( طبعاً السعودي فيه ميزة أنه لو بيتأخر دقيقة وحدة بس أتصل على زوجته على طول .. مهوب عشانها المسكينة بتجلس تنتظره وهي خايفة عليه .. لا طبعاً وينا فيه ؟! .. لا بس يتصل عشان تحط الغداء في الفرن لا يبرد ) .. و فجأةً يخرج ضوء قوي من السماء فإذا به نيزك مشع قادم بسرعة نحو الأرض لذا سأضطر أن أنهي مقالي الأن !
* * *
حاولت طباعة المقال ولكن الحبر كان قد انتهى , لذا اكتفيت بقراءته عدة مرات في الجهاز ومن ثم مسحه لكونه يحوم الكبد .. وقفت وبدأت أتمشى في غرفتي وأنا أفكر في موضوعاً لمقالي , نظرت إلى جوالي ففكرت بأن أنتقد خدماته وأبين عيوبه ( اللي بينه للعميان <<– ياليت هالجملة ترسل لهيئة الاتصالات ) ولكنني تذكرت بأن أغلب شركاتنا من كافة المجالات قد اشترت سكوت جريدتي عن طريق الإعلانات لديهم .. لذا توجب علي مدح حسناتهم وأن كانت صغيرة والتغاضي عن سيئاتهم إن وجدت لا قدر الله في هذه الشركات العريقة ذات الخدمات الجليلة <<– حولوا له المبلغ في آخر لحظة
جلست على جهازي مرةً أخرى وفتحت على الموقع الإلكتروني للجريدة وبدأت أقرأ مقالات زملائي لعلي أجد فكرةً لمقالي .. بعد مضي برهة من الوقت أغلقت الجهاز وأنا غاضب بسبب ما رأيت من سب وتهجم لرجال الهيئة وتصيد لزلات بسيطة وتركٍ لمحاسن عديدة .. صدمة لرؤيتي كتّاب ينتقدون تصاريح ومقالات هيئة كبار العلماء والتشكيك في أمانتهم وفتاويهم ناهيكم عن اقتباس بعض الكلمات وترك كافة المقال كي يسبب الفتن وما إلى ذلك من نوايا خبيثة تسطر في جرائدنا !
كيف لشخص لم يقرأ في حياته إلا كتابين مترجمين لأجاثا كرستي بأن يناقش ويحاج أحد أعضاء هيئة كبار العلماء ؟! .. كيف له ذلك وأخر كتاب ديني قد قرأه هو كتاب الفقه حق ثالث ثانوي ؟! .. ولا بعد يسمي نفسه مثقف ومفكر سعودي .. تباً لما آل إليه إعلامنا من انحطاط .. لا أعلم ماذا تنتظر وزارة الإعلام كي توقف هذه المهازل ؟! .. رئيس التحرير ما فائدته ؟!.. أو أنهم تعودوا على الإعلانات التسكيتة و وجب على الهيئة أن تعلن في الجريدة كي يعاملوا كما تعامل باقي القطاعات ؟! … فجأةً يخرج ضوء قوي من السماء فإذا به نيزك مشع قادم بسرعة نحو الأرض لذا سأضطر أن أنهي مقالي الآن ! <<– مل من كثر مايكررها
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _
عاجل إلى رئيس تحرير الجريدة
فكرت كثيرًا بالمقال المطلوب نشره في جريدتكم الموقرة فلم أجد غير ما كتب أعلاه , لما فيه من واقع أليم .. لذا هذا هو مقالي وفي نفس الوقت استقالتي , فـ يا سعادة الرئيس تقبل تحياتي
* * *
أرسلت المقال ووضعت رأسي على الطاولة وخلدت إلى النوم على الفور لكوني متعباً , دخل علي والدي ونظر إلي بازدراء وقال : للحين وأنت تكتب على الآلة الكاتبة وعلى بالك أنها لاب توب ؟! .. أقترب منها وأخرج الورقة المكتوبة وقرأها ليستطرد : اليوم صرت كاتب صحفي ؟! وتبي تستقيل بعد ؟! .. ما شاء الله عليك .. شكل أمك ما عطتك حبوبك اليوم .. اطفئ والدي إنارة الغرفة ومن ثم اطفئ الآلة الكاتبة ( واضح أنه مهوب أنا لحالي اللي ما كلت الحبوب ) وخرج وتركني وهو يردد : نم يا طفلي واسبح في أحلامك فلا نعرف ماذا ستصبح غداً ومن ماذا ستستقيل , شفاك الله مما أصابك من أمراض وعقد نفسية .
بعد أن خرج وأغلق الباب , فتحت عيني وهي تدمع وقلت : للأسف يا يبه أكلت الحبوب , ولا بعد أكلتها اليوم مرتين بس ما فاد معي , مهوب ضعف في مفعولها ولكن من سواء تعاملكم معي وتحسيسي الدائم بأني غلط وأي شيء أسويه غلط في غلط وزيادة على كذا تذكيري بمرضي .. آآآآه , ياليت عندي آلة زمن بس !
النهاية
* * *
هامش ربحي كالعادة
شطيط .. للأسف محسوب علي كـ ولد خالة , كتب موضوع جديد عجبني جداً الصراحة لأنه ذكرني بعبق الماضي وذكريات الطفولة السوداء اللي عشتها معه .. أيام ما كنا نناظر الأفلام في بيتهم على الفيديو الصغير .. وأيام ما كنا نسجل مسرحيات في أشرطة مسجل .. وأيام ما كان يقول .. أو تدرون بس شوفوا الموضوع أول وبعدين نتفاهم : اضغط هنا
وبالمرة سيروا ( هناااااااا ) بعد .. هالموضوع اهديه لكل شخص طمل ويبي يصير نظيف
مواضيع عشوائية :