انا وبرّاية – ليلة الدخلة ج2
أكتوبر 20th, 2008 بواسطة Mr. A
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقراءة الجزء الأول من القصة اضغط هنا
* * *
هيا .. هيا اذهبوا .. هيا الأن .. لا أريد أن أراكم هنا من جديد يا أخوان .. يالله عاد بتروحون ولا وشلون ؟ .. بسرعه قدامي الحين اطلعوا وعلى طول على بيوتكم ولا أشوف ولا واحد منكم راكب تاكسي ولا مقرب منه حتى طول عمركم !!
طردت أنا وصديقي " برّاية " بكل احترام من مركز الهيئة بعد ثبوت براءتنا من التعاون أو التواطؤ مع سائق التاكسي الأجنبي ذو النوايا السيئة .. أجل ممسوك بتهمة بنات الله لا يعاقبنا ؟! ( علم نفسك ليه ممسوك معه ) .. خرجنا ببرائه بعد تحقيق تجاوز الأسبوعين ..
بينما نحن نمضي وقبل أن نبتعد عن المركز .. سأل " برّاية " رجل الهيئة .. يا شيخ جوالي مهوب معي .. ما لقيته في مخباتي ؟! .. رد عليه رجل الهيئة وهو ينظر إليه نظراتٍ مخيفه وقال له .. لقد وجدنا في جوالك أشياء مخلة وصادرناه .. ولا تفكر تسأل عن الشريحه حتى ! لقينا فيها برضو ارقام مخلة وصادرناها .. يالله روحوا بسرعه قبل لا اوقعكم على تعهد !
واصلنا المضي ونحن خائفين .. التفت علي " برّايه " وقال لي مقهوراً .. ياخي ذا الهيئه ما عندهم إلا تعهدات ! .. أي واحد يدخل عندهم يعطونه تعهد .. حتى الظاهر المطعم والبقالات اللي يوصلون لهم يوقعون على تعهدات .. قاطعت كلامه وسألته مصرفاً لموضوع الهيئة .. كم باقي عشان نوصل لحارتنا يا " برّايه " ؟!
التفت إلي وقد أنزاح غضبه عن وجهه وأبتسم قائلاً : .. بصراحة مدري بس شاكر لك ثقتك فيني وسؤالك لي .. نعم يا إخوان لقد خق " برّايه " على الثقه الممنوحه له من قبلي .. وأمحق ثقه عاد كان واضح اني أغير الموضوع بس هو دلخ
وبينما نحن في طريقنا للحارة سيراً على الأقدام .. خطرت على بالي فكره .. لماذا لا أتزوج وبهذه الطريقة تكون لي زوجة بالحلال وأرتاح من ملاحق سواقين التكاسي الفاسدين .. هداهم الله ( الحين أنت ما ودك تقتنع انك داشر ؟ ) .. انقطع حبل أفكاري بقول" برّايه " .. مستر .. مستر .. أبشرك شف هذيك هي حارتنا خلاص وصلنا
نظرت إلى " برّايه " وقلت في نفسي .. لماذا لا يكون هو نسيبي ؟! .. فلديه اخت في سن الزواج .. كما انهم عائله .. أمممم .. ليست محترمه لكن على الاقل حبيبين <<— من اولها شرشح انسبائه
ودعت صديقي الحميم " برّايه " وانا على وشك الدخول إلى منزلنا ( الحين ودعته وصار صديق حميم اجل ! ) دخلت للبيت وتوجهت مباشرة ً إلى غرفتي .. اضطجعت على سريري وبدأت أفكر جدياً بالزواج .. سألت نفسي .. وش يردني عن الزواج ؟؟!
الحمد الله أنا وسيم وجميل وكريم و شجاع .. صحيح عيال الحارة دايم يخربون سيارتي بس ولو حرام اضربهم .. توهم صغار ولا ودي أصير قاسي عليهم ويتعقدون ولا شيء .. أممم .. فيه مشكلة , اخاف بعد ما أناسب " برّايه " يصيرون الناس يقولون عني مناسب مقلمة ولا مكتبة خدمات طالب .. اسمائهم ما تواجه ابد .. عموماً يالله وش نسوي الشكوى على الله .. أممم ايوه وش ناقصني الحين عشان اتزوج ؟! .. ايه صح الفلوس
أنا اذكر إني عندي أرض في ( ضاحية لبن ) أكيد إنها الحين تساوي الشيء الفلاني خصوصاً مع موجة الغلاء اللي مكتسحه عالم العقار .. خلاص اجل من بكره بس بتوكل على الله وبروح أخطب أخت حبيبي " برّايه " .. لم أنم في تلك الليلة .. فلقد انشغل تفكيري ما بين الزواج وما بين عد الثقوب التي في جدار غرفتي من أثار إطلاق النار <<—- ساكن في فيتنام يا ابو الشباب ؟
وفي اليوم التالي .. اتجهت إلى منزل الغالي " برّايه " – حفظه الله ورعاة – .. وفي يدي بوكيه ورد لخطيبتي وكرتون كت كات لـ " برّايه " .. رحب بي " برّايه " واستقبلني أحسن استقبال .. وبينما نحن نسولف سويةً قلت له بصوتٍ يغلب عليه الحياء و يتقطور منه الخجل .. " برّايه " انا طالب القرب منك
لم أكد أكمل جملتي إلا و " برّايه " قد قفز علي وضمني إلى صدره وقال مرتبكاً .. انا كنت حاس من أول انك تحبني ..و لم يتسنى لـه أن يكمل جملته إلا ليجد قدمي قد أرتطمت في بطنه بالغلط و قبضة يدي قد لامست فمه برّوية لكي أبعده عني دون أن أضره .. بسم الله عليه من كل شيء <<—- ايه واضح
بعد أن استيقظ " برّايه " من الغيبوبة المجهولة السبب .. أخبرته عن رغبتي بالزواج من أخته الوحيده " محّايه " .. وبعد نقاش دام عدة دقائق .. قام " برّايه " من مكانه وقال لي انتظر هنا سأنادي أختي لكي تراها فهو من حقكما جميعاً ( الرؤية الشرعية يعني لا يروح فكركم بعيد رجاءاً ).. بعد خروج " برّايه " بقليل دخل علي الغرفة نجم منير .. ذو وجهٍ كالقمر المستدير ..
يحمل فيه كل صفات الجمال وأخر صيحات الموضه ( واضح اني متوهق في الوصف ) .. قلت في نفسي على الفور وأنا انظر إلى " برّايه " وأخته تقف بالقرب منه .. صدق من قال : إذا رأيت القرد يلعب في الشارع فتأكد بإن الغزال يسرح في الداخل !
في الغد اتصل على المصون " برّايه " لكي يخبرني بأن اخته قد وافقت علي .. ذهبت إليه بعد صلاة الظهر ومعي نفر رز ودجاجة من المطعم البخاري الذي يحبه العزيز " برّايه " .. وبعد صلاة العصر تم الاتفاق على كل شيء وأعلنا خطبتنا الرسمية ..
وقبل أن أخرج من منزل الجميل " برّايه " كلمته مستحياً وقلت له .. يعني لو ما عليك امر بس .. تجيب لي الرقم لا هنت والله يعافيك .. رد علي " برّايه " مستدلخاً .. أنت عارف إن جوالي مفصول من زمان لاني ما سددت وبعدين بلا عبط يا " مستر " رقمي معك من زمان ..
لا تقول لي إن أرقامك أنمسحت يوم شريت جهاز جديد ترى ذا التصريفه مستهلكه .. فجأة ًوقبل أن يكمل كلامه .. سقط " برّايه " على الأرض بدون أن يلمسه أو يكلمه أحد .. و وجد بالقرب منه عصى .. يا ترى من ضربه ؟! <<— لا يا شيخ
بعد أن استفاق بؤبؤ عيني وشمعة فوائدي " برّايه " أخذت منه رقم خطيبتي وسارعت بالذهاب إلى منزلي .. دخلت إلى غرفتي واضطجعت على فراشي وأرسلت لحبيبة قلبي رسالة " كول مي " وكلي أمل بإنها ستفهمها وتتصل بس ليس كأخيها الدرج الأطخم اتصلت بي " محّاية " وبدأنا في التكلم عن شخصياتنا… عاداتنا…. ثم انتقلنا إلى اسلوب حياتنا المستقبلي وعلى هذا المنول إلى أن وصلنا إلى مكان شهر العسل و الزفاف !! هل نقيمه في استراحه على خط الدمام ولا قصر افراح وبس ..
تطرقنا بعد ذلك للمدعوين .. كلانا اراد ان يدعو البعيد قبل القريب لكي يفرح الجميع بزفافه .. أختلفنا هل ندعو أهل الحارة أم لا .. وهل سنضع صور زفافنا في الجرائد والمجلات أم سنكتفي بنشرها في القروبات فقط !!
وأحتد النقاش وتماعطنا بالشوش في نقطة السكن .. وهل نسكن في شقة جاهزة ؟ أم نستأجر دور كامل وبالنسبة للخادمة هل ستكون مغربية الجنسية أم حبشية والشكوى على الله <<— واضح أن قلبي مع المغربيه
بعد حوالي الأسبوع .. اتجهت إلى مكتب عقار وبعت أرضي وأخبروني أن الملبغ سيصلني بعد عدة أيام .. عدت إلى المنزل ثم أخذت أجري الاتصالات لكي اعرف أسعار الشقق المفروشة وأسعار الأستراحات وقصور الأفراح .. وقيمة التذاكر والحجوزات للسفر لشهر العسل .. صدمت بها جميعاً
اكتشفت أن كل شيء قد سحقته موجة الغلاء بدون رحمة ولا مبالاة بحال البعض .. أو حال الكل إن صح القول .. صدمت بغلاء الإيجارات والاستراحات .. صدمت بأسعار فيزات الخادمات التي زادت حوالي الألفين ريال .. والتي برر سبب زيادتها بأنهم يريدون من ممن يجلب بالثلاث و الأربع خادمات أن يخفف قليلاً .. متجاهلين بأن تلك الفئة لا يضرها زيادتهم .. بل المتضرر الوحيد هو نحن !
اتصلت بـ " محّاية " وأطلعتها على الوضع الراهن وأخبرتها بأننا أكلنا تبن وعسى المبلغ اللي معنا يكفي يسدد قيمة المكالمات بس .. لم تقصر معي بنت الحلال .. وقدم كلانا التضحيات .. فضحيت هي من جهتها بشهر العسل مدعيةً بأنها لا تريد أن تبتعد عن أمها وأبيها ( ما فيه امل تقول أخيها )
وضحيت أنا بدوري عن نشر صوري ليلة الزفاف في الجرائد مدعياً لها بأنني ضد التميلح الزائد .. طلبت مني إن نلغي دعوة الكثير من أقرابأها للزفاف .. حتى إنها طلبت إلغاء دعوة خالها .. وقالت لي بأن خالها هو شقيق والدتها .. و والدتها سوف تحضر الزفاف وهذا يكفي !
ضحيت انا بدوري عن الاستراحة ورضية بأن يقام الزفاف في حوش بيتهم .. زاعماً بأن الاستراحات بعيده وأبي ضعيف النظر .. ومن سيرجعه بعد الزفاف خاصة بإنه سيكون ليلاً وأبوي ما يشوف زين ! .. بادرت هي أيضاً بالتضحية بفستان الزفاف الذي كنا سنطلبه من باريس ..قائلةً بأنه شديد البياض وسيتسخ على الفور !
ثم أستطردت وأضافت أيضاً بأنها لا تريد خادمه لانها تريد ان تعمل في المنزل بنفسها حتى تخفف من وزنها قليلاً .. واصلنا تبادل التضحيات وكلانا لم يرد للأخر أن يحس بأنه يضحي من أجله فلقد أختلقنا الأعذار الواهيه كي يقنع أحدنا الاخر بأنها مجرد مسلتزمات للزفاف لا ضرورة لها !
وبعد العديد من التضحيات .. والكثير من الديون والكمبيالات .. أتى يوم الزفاف أو بالأصح يوم الزواج فكلمة زفاف كبيره على زواجنا .. فلم يكن هناك سوى " برّايه " و والده و قد وضعوا لهم فرشه في الحوش وأخرى على عتبة الباب ..
واما انا فلقد أتيت بسيارة استلفتها من صديقي وأخذت زوجتي بقميصها ومعها شطنتها وصلى الله وبارك .. هذا ما حصل لي وهذه هي قصتي مع برايه وليلة الدخله ..
وترى اللي ما يكتب عسر
مواضيع عشوائية :