عندما تسمع الصرخات من المسجد
أكتوبر 26th, 2008 بواسطة Mr. A
ترى أنحن في أخر الزمان ؟!
هل طغى أتباع الشهوات على الإيمان ؟!
أم أن غريزة البشر انجرفت إلى الطغيان !
سأترك لكم الإجابة بعد انتهى الموضوع ..
قبل بضعت أيام كنت قد أجتمعت مع أحد رجال الأمن والذي بدوره بدأ يهايط علي كعادته بما يفعله هو وزملائه في عملهم .. فلقد قال لي .. والله يا فاتك يا مستر .. لعبنا في حسبت الشباب في اليوم الوطني .. فاتك تكفيخ وضحك الله لا يوريك بس ههههههه
قاطعت كلامه البطولي وقلت له : هذا اللي انتم فالحين فيه بس ! .. اثنين يصبغون وجههم في الشارع ويجسلون يرقصون تجيبون لهم باص كامل وتسوون استنفار .. وما يهناء لكم بال إلا لما تشوفونهم في الحجز .. بينما البيوت والسيارت والجوالات و .. و .. كلها تسرق وانتم لاهين في تكفيخ مراهق ما بعد خط شنبه !
وبعد هذه المحادثه عادت بي الذاكرة إلى موقفٍ قد حصل قبل عام ٍ من الآن .. كنت قد ذهبت أنا وقريب ٍ لي إلى جنوب الرياض كي نحضر غرضاً قد أوصينا عليه .. وعندما وصلنا إلى هناك اكتشفت بأنه ينقصني بعض المال فبدأت بالتجوال هناك باحثاً عن مكينة صراف كي أشحذ بالقرب منها <<— اللي يسمعك يقول رايح تصرف
بينما نحن نجول الشوارع رأينا فرعاً لأحد البنوك وكان به مكينة صراف .. توقفنا هناك ونزلت أنا كي أصرف بعض المال .. وبعد عدت دقائق خرجت وإذا بي أتفاجأ بوجود أمراءه تبكي أمامي وفي يدها طفلٌ رضيع .. بصراحة في بادئ الأمر لم اعرها انتباهي فلقد ظننت بأنها تريد بعض المال .. صددت بوجهي عنها وفي نيتي الابتعاد وقبل أن أهم بالمضي سمعت منها كلمة ً استوقفتني على الفور .. قالت لي : لقد سرقوني !
التفت إليها وخاطبتها مستفهماً .. من اللي سرقك ؟! .. ردت علي وهي تجهش بالبكاء .. لقد كنت جالسة ً في سيارتنا تلك .. وأشارت إلى السيارة والتي كانت تبعد عنا بضعت أمتار .. ثم استطردت وقالت .. لقد نزل زوجي ودخل إلى أحد المحلات وتركني أنا وأبني في السيارة .. وقبل قليل أتى إلينا أحد الفتية وفتح علينا الباب ثم خنقني بيده وقال لي .. عطيني شطنتك بسرعة !
فلم يكن مني إلا أن خضعت لطلبه وأعطيته حقيبتي خوفاً مني على ولدي وعلى نفسي من هذا الأرعن .. لم تكد تنهي المرأة كلامها حتى تفاجئنا بخروج زوجها من المحل .. هرع إلينا مسرعاً وسألها وهو غاضب .. وش منزلك من السيارة ؟ .. ثم نظر إلي نظرات كانت توحي بأنه يقول .. من أنت ولماذا تقف بالقرب من زوجتي ؟!
أخبرته زوجتها بما حصل وهي تبكي والخوف يتكبكب منها من كل جهة .. فإذا به تتغير ملامح وجهة من الغضب إلى طيحت الوجه .. فلقد أحس بأنه رجولته مجرد ثوبٍ قد علقت على جسده .. صحيح بإنه لم يكن بإمكانه فعل أي شيء ولكن مجرد التفكير بأن زوجتك أو أهلك قد تعرضت للسرقة والأعتداء هو شعوراً لا يحسد عليه أحد !
لم يكن مني إلا أن اتصلت بالشرطة وغادرت المكان وذهني مشغول جداً أفعلاً وصلنا لهذا الزمان !
* * *
في بداية رمضان من هذا العام .. خرج قريبٌ لي مع زوجته وأبنته إلى احد الشوارع المعروفة المليئة بالمحلات ( مثل شارع السويلم ) .. كانوا قد ذهبوا هناك كي يشتروا ملابس العيد .. وبينما هم هناك يسيرون وبعد أن سرح قريبي في تفكيره تقدم على زوجته وأبنته بضعت أمتار وهو لم ينتبه.. لم يمضي على تقدمه سوى بضع دقائق إلا سمع صوت صراخ أمراءه .. التفت بسرعة ليتفاجأ بابنته وقد سقطت على الأرض وحقيبتها قد سرقت منها !
لا أعلم ولكن أنحن في نيويورك ؟! .. أنحن في المكسيك ؟! .. صدقوني حتى لو كنا هناك فعلى الأقل لو أتصلت بالشرطة وأخبرتهم بأن سيارتك أو منزلك قد سرق .. لن يقول لك الشرطي بكل برود .. أحمد ربك أنك بخير وربي ما جعلها أعظم !
بالتأكيد سأحمد ربي .. سوى حدث شيء أم لا !! .. و يااااااا رب لك الحمد والشكر الف مره .. السؤال هو هل وصلنا لمرحلة أن رجل الأمن مجرد دمية يكرر جملة معينه فقط ؟!
***
أسمحوا لي أن أسألكم سؤال سريع .. برأيكم هذه الصورة أين التقطت ؟!
من الطبيعي أن أول شيء سيتبادر لأذهانكم هو أن هذا العامل ما هو إلا أجير قد وقف بالقرب من إحدى بوابات قصور الأفراح لكي يحرسها .. لكن و للأسف هذه الصورة قد تم التقاطها بالقرب من باب قسم النساء لأحد المساجد !
في اليوم الثاني والعشرين من شهر رمضان الكريم لهذا العام .. وبينما زمرة من النساء يؤدون صلاة القيام في أحد مساجد الرياض .. وبالتحديد وهم ساجدين .. دخل عليهم أحد الشباب وقفز من بين الصفوف ليسرق حقائب المصليات !
بعدها سمعت الصرخات وبدأ الجميع بالبكاء .. فجميعنا يعرف بأنه لو نظر أحد الشباب لفتاة تمشي في الشارع نظرات ٍ مريبة لعادت إلى المنزل وهي ترتعد من شدت الخوف .. فما بالكم بمن تسرق وهي في المسجد .. واللص قد قفز من فوق رأسها ! .. أوصل بنا الحال إلى أن نضع حراسة على المساجد ؟! .. أوصل بنا الحال بأن يدخل الرجل إلى قسم النساء ويسرق في هذا الشهر الفضيل وهذه العشر المباركة ؟!
العجيب في الأمر بأننا نسمع عن رغبت بعض النساء في القيادة والتحرر زاعمين بأنه لأن يحصل لهم شيئاً إذا احتشموا ولم يعطوا المتميلحين وجهاً ! .. إذا كانت المرأة وهي في سيارة زوجها ومعها إبنها الرضيع تسرق .. وهي تمشي في شارع مزدحم تسرق .. وهي في المسجد تسرق .. فبالله عليكم كيف سيكون الوضع لو كانت تقود سيارة ً لوحدها ؟!
الأن هي هدف مستهدف لان معها حقيبة قد يكون بها بضع مئات .. فما بالكم بمن تمشي بسيارة قيمتها الألوف ؟! .. لا أريد الإسهاب في الكلام لان مجرد التفكير بهذا الموضوع هو شيئاً مؤلم !
ملاحظة : لم أريد أن أذكر كم مرة ً غيرت زجاج سيارتي لهذا العام .. أو كم جوالاً قد اشتريت .. وكم أنبوبة غاز قد اشتراها والدي .. ناهيكم عن كم من شخصً قد اشترى أثاثاً كاملاً لمنزله وكلها بسبب السرقات .. لان هذه الأمور أصبحت روتين من روتيننا اليومي
مواضيع عشوائية :