زيارة مفاجاة !!
نوفمبر 18th, 2008 بواسطة Mr. A
بينما أنا أتصفح " جريدة الرياض " ليوم السبت 1 – 11 – 2008 .. وجدت مقالاً عن مستشفى محافظة شقراء ..
http://www.alriyadh.com/2008/11/01/article384784.html
زيارة مفاجأة أجل !! .. من المستحيل أن تلتقط صورة كهذه .. طبعاً اقصد أن تلتقط صورة لهم وهم يباشرون في الإسعافات .. لأنه على باب غرفة الطوارئ يوجد رجل أمن ولا يمكن لأي شخص أن يدخل .. فما بالكم بمن يدخل ومعه كاميرا !! .. ولو كانت هذه الصورة بعد المفاجأة .. أي أن الدكتور حفظه الله ورعاه .. بعد موقفه الطريف مع المستشفى أراد أن يصور وهو على السرير كي تنشر الصورة في الجرائد .. فاسمحوا لي القول أن مسار الجرائد أنحرف من المقالات إلى المسرحيات والتمثيليات .. وفي نظري لا ينقص الصورة أعلاه إلا شعار قناة " الأم بي سي " كي اقول لكم أنها قد ألتقطت من مسلسل طاش ما طاش !!!
وكون انه يدخل عليهم وهو يدعي الإصابة بنوبة قلبية ويتم إسعافه بهذه الطريقة دون أن يكتشف أنه " ما فيه إلا العافية " وان ما به مجرد إدعاء .. هذا يحسب على المستشفى وأطبائه ولا يحسب لهم .. لان النوبة القلبية لها أعراض واضحة وعوارض بينة وليست " صداع " في الرأس لا يحس به إلا صاحبه !
( طبعاً .. هذا الكلام كله بغض النظر عن الرد رقم 19 الموجود في موقع الجريدة )
هذا بالنسبة للصورة .. أما بالنسبة لمحتوى المقال .. فبكل بساطه اسمح لي أن أقول لك يا سعادة الدكتور .. ترى ما عندك سالفة ! .. مستشفى شقراء من أنظف مستشفيات العالم .. لان كل اللي فيه عمال نظافة .. تسليتهم التنظيف وقاتلهم الفراغ لدرجة انهم يشاركون الكوادر الطبية بالمستشفى عند الطوارئ والحالات الحرجة ! .. المشكلة يا سعادة الدكتور ليست في بلاط متسخ أو جدارا قد كساه الغبار كما نبهت ! .. المشكلة في طاقم العمل الموجود ! .. المشكلة هي في الممرضات , و رجال الأمن , و رجال النظافة اللي قايمين بشغل الممرضين !
أنا بنفسي رأيت ما هو أكبر من مشكلة نظافة المستشفى كم تدعي ورأيته قبل صدور مقالك بيومين أثنين ، فمع غروب شمس يوم الخميس .. ومع انقشاع أخر خيطً من أشعتها .. يبزغ القمر وبدأ ينشر انعكاسه علينا .. ثم يتنحنح قائلاً للشمس .. يالله وخري جاء دوري عاد !
على بعد عشرة كيلو مترات من محافظة شقراء .. وقريباً من " روضة الحمادة " .. وبالتحديد بالقرب من التقاطع الموصل لـ ( الحريق – المعشبة – سدير – الجريفه – الداهنة – الصوح ) و ( القصب – رغبة – حريملاء – الرياض ) .. حصل هناك حادث سير قوي .. حيث اصطدمت سيارتان متقابلتان وجهاً لوجه ..
كنت في المنزل عند رنين جوالي ليخبرني أحدهم بوقوع حادث لـ ( أبناء أخواتي الاثنين .. وأخي الصغير وزميل لهم ) .. هرعت للمستشفى وعندما وصلت هناك وجدت أحد مدرسي في المرحلة المتوسطة في الخارج بالقرب من باب المستشفى .. تحدثت إليه فأخبرني بأنه هو من أتصل بي .. و هو من توقف لإسعاف المصابين ومن قام بالاتصال بالهلال الأحمر
سألته على الفور عن ما حدث وماهي حال من كان بالسيارة .. فقال بأنه وجد صاحب السيارة التي اصطدمت بهم قد مات ( رحمه الله وموتى المسلمين أجمعين ) .. وأنه قد أخرج أثنين من سيارة أبن أختي .. أحدهم قد جلبه معه والأخر في الطريق مع سيارة الهلال الأحمر .. أما الاثنين الباقين فلقد احتجزتهم السيارة ولم يستطع إخراجهم
استفهت منه .. لماذا جلبت أبن أختي معك .. لماذا لم تنتظر سيارة الهلال الأحمر كي تقله ! .. فهم مدربين لمثل هذه المواقف ونقلك له قد يضره ! .. جاوب قائلاً .. لم تأتي إلا سيارة واحدة فقط !.. شقراء عاصمة الوشم .. لم يكن فيها إلا سيارة هلال احمر واحدة
وعندما وصلت السيارة للموقع كنت قد أخرجت أثنين من المصابين .. حملوا واحداً معهم .. وقبل أن يسيروا انزلوه وقالوا له .. " أنت ما فيك إلا العافية " .. أخذوا المصاب الآخر وتركوا الأول .. وها أنا ذا قد أوصلته للمستشفى مع العلم بأنهم قد انطلقوا قبلي ولم يصلوا للآن !
تركت مدرسي بالخارج ودخلت لغرفة الطوارئ لأجد أبن أختي ( عبد الرحمن " السائق " – 16 سنة ) وهو يصرخ من شدة الألم والصدمة .. لم أتحمل الموقف فخرجت على الفور من الغرفة .. ألقيت نظره في الخارج لعل سيارة الهلال الأحمر قد تكون وصلت ( سيارة الهلال الأحمر الوحيدة .. اللي ما تشيل إلا شخص واحد )
رجعت للمستشفى .. سمعت صوت أقدام , رفعت نظري لأجد في وجهي أحد رجال الشرطه ( محقق الحوادث ) قد دخل للمستشفى وها هو ذا يستفسر عن المصاب المنقول من الحادث كي يسأله عن ما حدث ! .. يقترب من غرفة الطوارئ .. يرفع حزام بنطاله ثم يأخذ نفساً عميق ويدخل للغرفة كي يباشر في التحقيق
أقترب من المصاب وهو يصرخ ويسأله : ليش كنت مسرع يا عبد الرحمن ؟ .. يرد عليه المصاب وهو يصرخ ألماً وتحت تأثير الصدمة .. ما أسرعت .. والله ما أسرعت .. هو اللي طالع علي في طريقي !! .. تبرز عيني المحقق ويقترب من المصاب ويقول له بصوت حاد : الكذب ما راح ينفعك .. أنت كنت مسرع وحنا شفنا طبلون السيارة كان واقف على ( 200 كيلو ) بعد الحادث ! .. اعترف أحسن لك !
يجيبه المصاب وهو يصرخ .. والله ما أسرعت هو اللي طالع علي .. هو اللي عاكس الطريق ! .. يرد عليه المحقق : اثنين من اللي كانوا معك توفوا .. تقدر تقول لي و ش استفدت الحين من السرعة ؟ .. هاه ؟ .. جاوبني ؟! .. يردد عبدالرحمن نفس أجوبته السابقة والممرضين من حوله يسعفونه وعندها يرفع المحقق حزام بنطاله مره أخرى ويخرج يائساً فقد باءت كل خططه الذكية في اكتشاف الحقيقة بالفشل !
***
بعد حوالي عشرين دقيقة وصلت سيارة الهلال الأحمر " الوحيدة " والتي لا تحمل معها إلا مصاباً " واحداً " .. يجتمع الممرضين ويهرعون لنقل المصاب لغرفة الطوارئ .. القيت نظرةً سريعة عليه .. إذا به أبن أختي ( إبراهيم – 14 سنة ) .. وقبل أن أكلمه يدخل لغرفة الطوارئ هو الأخر … بعدها خرجت لأرى ماذا حل بالآخرين !! .. فلقد تبقى أخي الصغير وزميلهم لم يصلوا بعد .. سألت سائق سيارة الهلال الأحمر.. وين الباقين ؟؟ .. باقي اثنين معهم.. وينهم ؟؟؟ .. رد علي وهو يغلق الباب .. والله ما ادري .. هذا اللي لقيته في الموقع !
تتوقف سيارة الدفاع المدني خلف سيارة الهلال الأحمر .. سألت سائقها .. وين الباقين ؟؟ .. باقي اثنين ما جوا للحين ؟؟ .. وقبل أن يرد علي .. إذا بسيارة ( هايلكس – ونيت ) تتوقف أمامي وفيها الجثث .. جثة أخي الصغير إبراهيم ذو الإثنى عشرة سنة .. وزميلهم عبد الرحمن ذو التسعة عشرة سنة ( رحمهم الله وموتى المسلمين أجمعين ) مغطى احدهم بشماغ ما ادري من تصدق به والثاني بشراع بلاستيك .. فأين إكرام الموتى؟
محافظة يبلغ عدد سكانها حوالي الثلاثين ألف شخص .. محافظة تعتبر من أكبر المحافظات في المنطقة ويتبع لها العديد من المراكز والقرى .. محافظة تطمح بأن تكون منطقة ولم يدع سكانها أي ميزه فيها إلا وقد ذكروها وتميلحوا بها كي تصبح شقراء منطقة .. ولا يوجد بها سيارة لنقل الموتى ؟؟ .. ينقل الموتى كأنهم ذبائح ، وحتى الذبائح لا تنقل إلا في سيارات مبرده ومغلقة وبإشتراطات تفرضها البلدية … لكن حسبنا الله ونعم الوكيل.
دخلت للمستشفى وأملي كبير بمن تبقى .. وجدت ( عبد الرحمن ) قد نقل إلى غرفة التنويم .. وها هو ( إبراهيم ) يخرج من غرفة الطوارئ على سريره كي تؤخذ له أشعة ليرى ما بجسده من كسور .. بعد خروجه من غرفة الأشعة يطلب الدكتور من الممرضين بأن تؤخذ له أشعة مقطعية كي يتأكد من بعض الكسور التي أشكلت عليه
وبينما أنا و ( إبراهيم ) نقف بأنتظار الأشعة المقطعية .. عندها سمعنا صوت أقدام .. ألتفت وإذا بي أرى المحقق قد أتى لنا وقد بدا على وجهه الإصرار والعزم على كشف مجريات القضية وقفل التحقيق .. فتوقف بالقرب من سرير ( إبراهيم ) ثم رفع حزامه وبدأ بالأسئلة.. وبعد حوالي العشرين دقيقة أوقفت احد الممرضين وقلت له .. وش قصتكم الحين ؟؟ .. وين الأشعة المقطعية ؟؟ .. لنا ثلث ساعة واقفين هنا ؟! .. رد علي على عجالة .. هذي هي الحين بتحتمي .. هي يبي لها وقت عشان تحتمي وبعدها نقدر نأخذ له أشعة..
مضى الوقت وكأننا واقفين نحمي مكينة كابرس مهوب جهاز أشعة ! .. وبعد مضي حوالي النصف ساعة .. قال لي أحد الممرضين بأنهم أجلوا الأشعة المقطعية ليوم الغد .. لان الجهاز ماأحتمى و بياخذ وقت طويل ؟؟؟
***
بينما أنا ارافق سرير ( إبراهيم ) إلى غرفة التنويم مع الممرضين .. تفاجأت برجل الأمن يقول لي .. وين يالحبيب ؟؟ .. مافيه زيارة الحين ! .. لو سمحت لا تحرجني .. قلت في نفسي .. زيارة ؟؟ .. اللهم صبرك يا روح بس .. أي زيارة بس ؟؟ .. شايفني داخل بكيس مليان عصيرات وحلاو الحين انت ؟؟ .. واحد جالس يدف مريض ما بعد دخل لغرفة التنويم حتى .. كيف تكون زيارة ؟؟ .. طيب معليش وعلى الأقل اعتبرني مرافق له وتجاهل غبائي وجهلي تجاه قوانين وأنظمة الأمن الصارمة
وصلنا للغرفة وقال الممرض للممرضات بأن ظهره يجب أن لا يحرك وان حوضه به " كسر " ويجب أن ينتبه له في إنزاله من السرير .. وبعد خروج الممرض إذا برجال النظافة يدخلون للغرفة ويحاولون تحريك المصاب … في البداية قالوا له .. تعال هنا يا صديق .. وبعد أن راو انه لا يمكنه التحرك .. بدأو في تسحيبه من كل جهة كي ينزل من السرير .. ذهبت للمرض وأخبرته بأن الدعوة " حواق في حواق " ورجع جزاه الله خير وأشرف على تنزيله من السرير بنفسه .. مع رجال النظافة !
بعد أن استقرت حالة المصابين في الغرفة إذا بنا نسمع صوت أقدام .. القيت نظرة سريعة مع الباب فتفاجأت بقدوم المحقق .. ( يا ذا المحقق اللي ما ورانا إلا هو في المستشفى ! ) .. دخل علينا ورفع حزامه وأخرج الدفتر والقلم وهو جازم على إغلاق هذا التحقيق ..
سأل سؤاله الأول وقبل أن يجيب المريض .. يرن جوال المحقق .. يرفع المحقق حزامه ويخرج جواله ويرد عليه .. وبعد عدة دقائق ينهي المكالمة ويفتح الدفتر من جديد ويسأل سؤالاً جديداً هذه المرة .. وقبل أن يجيب يرن هاتفه مرة أخرى .. . وعلى هذا الحال إلى أن انتهى شحن بطارية الجوال وأنهى المحقق تحقيقه .. ولله الحمد !!
***
أطفئت النور عليهما وأغلقت الباب كي يناما .. نزلت لأكمل باقي إجراءات تسليم الجثمان .. صادفني في الدور الأول احد الأقارب والذي أصر على رؤية المصابين والإطمئنان عليهما.. أخبرته بإنهما بخير والحمد الله .. وأنهما ليسا في حالة جيدة للزيارة .. فما زالت أعصابهما متوترة بعد الحادث والراحة مهمة لهما في هذا الوقت !.. لم يعر كلامي انتباها .. (سفهني) وذهب لغرفة التنويم .. نزلت لرجل الأمن وقلت له بأنه هناك شخصاً قد أتى للزيارة والمريضان حالياً ليسا في وقت يسمح لهم بأن يستقبلا الزيارات .. فضلاً لا امراً تعال معي وطلعه من الغرفة .
رد علي رجل الأمن وهو يحك حاجبيه من الحيرة .. وش أسوي به يعني ؟ .. ما اقدر اطرده ! .. مسكته مع يده وسحبته معي للأعلى وأنا أقول له .. يا رجال قل له أي شيء .. ممنوع الزيارة .. ممنوع التفرج .. المستشفى للعوايل بس .. حالتهم ما تسمح .. أهم شيء يطلع من الغرفة وبس !
لم يتبقى إلا القليل لنصل إلى غرفة التنويم وهو لا زال يحك حاجبة من الحيرة .. وكأنني قد وضعته في موقع صعب أو محرج ! .. مع العلم بأنه حاول منعي حين كنت أدفع سرير المريض مع الممرضين كي نوصله لغرفة التنويم .. وصلنا للممر المجاور للغرفة ورجل الأمن ما زال يحك حاجبه .. لحسن حظه رأى رجل أمن أخر يمشي في نفس الممر.. عندها قال لي .. ايووه كلم هذا .. هو رجل الأمن المسؤول هنا ! .. أتجهت إليه واخبرته عن المشكلة .
قلت .. وش رايكم ؟؟ .. انا بدخل الغرفه الحين .. قبلكم بشوي .. بعدين انتم تجون وتطردوني الحين قدامه عشان يطلع معي ويصدق أنه ممنوعة الزيارة ! .. يضحك احدهم ويقول لي .. لا لا خلاص ما يحتاج حنا نطلعه .. وبعد جهد جهيد تم إخراجه من غرفة المرضى وتركناهما ليناما ..
***
في الغد وفي غرفة التنويم تحديداً .. أستيقظ المريضان وبدأ بالتحدث لبعضهما البعض .. أملين من المولى تعالى أن ينسيا ما حصل لهما .. تدخل عليهم الممرضات وهن يتضاحكن فيما بينهن .. تأتي إحداهن إلى ( إبراهيم ) وتقول له " أنتي لازم اجلس على جمب عشان سوي هذا إبره ورك " ..
لحسن الحظ أن والدته كانت موجوده .. ومنعته من التحرك ! .. لان حوضه به كسرين وإحدى فقرات ظهره مصابة .. فكيف له أن يتحرك !! .. ولو أنه تحرك لقال له الطبيب .. أنت لا تساعد نفسك على العلاج و أنت مهمل نفسك و أنت و أنت …. الخ … طبعاً كلام الدكتور هذا سيقال له بعد أن تعاد رحلة الأشعة والتشخيص وبعد أن يوزن حوضه من جديد .. وكل هذا بسبب ممرضة مهملة !
***
بعد صلاة العصر تقريباً .. وبينما أنا أزورهم .. إذا بي أسمع أصوت أقدام .. لم يتسنى لي أن ألتفت إلا وأجد المحقق قد دخل علينا الغرفة ! .. ألقى علينا السلام .. رفع حزام بنطالة بيده .. ثم قال لـ ( عبد الرحمن ) .. يالله قم بتروح معنا للأحداث عشان تسجن هناك … في البداية ظننته يمزح .. ولكن بعد أن رأيت في عينيه نظرة " الشخص العازم " .. كانت هذه النظرة شبيه بنظراته وقت التحقيق مع المصابين ليلة البارحة .. وقتها عرفت أنه صادق وجاي يسجن الولد جد ابو الشباب
أتصلت على والد ( عبد الرحمن ) وأخبرته بالموضوع .. على الفور ذهب إلى مركز شرطة شقراء ودخل على المدير وقال له .. أن الولد ما كمل اربعة وعشرين ساعة حتى .. عشان يتأكدون فيه نزيف ولا شيء ؟ .. وش لون يحجز !!
يرد عليه مدير الشرطة وهو محتار ؟! .. ومن قال لك أنه بيسجن ؟ .. حتى لو مر عليه أكثر من أربعة وعشرين ساعة !! .. ( عبد الرحمن ) مهوب هو الغلطان عشان يسجن ! .. هنا تصغر جبهة والد ( عبد الرحمن ) .. وبدأ بحك حاجبة هو الأخر <<– شكلها عدوى متفشية هاليومين
بعد التحدث مع مدير الشرطة .. تبين أنه لم يعمم أي بلاغ من مركز شرطة شقراء بالقبض على ( عبد الرحمن ) .. وإنما هي اجتهادات المحقق ومركز الدوريات .
وبينما والد ( عبد الرحمن ) موجود عند مدير الشرطة .. تحدث إليه بخصوص التقاطع الذي حصل بقربه الحادث .. وسأله لماذا لم يوضع هناك رصيف أو إنارة .. فرد عليه مدير الشرطة.. مشكلتك هي مشكلتنا .. فقد تم إرسال خطاب لـ بلدية شقراء بخصوص هذا التقاطع من قبل .. وكان ردهم بأنه غير تابع لهم .. وإنه يتبع لـ مواصلات شقراء .. وبعد مراسلة المواصلات التابعة لشقراء بنفس الخطاب .. تم الرد عليهم بأن ذلك التقاطع لا يتبع لهم أيضاً .. أنما هو تابع لـ بلدية القصب أو مواصلات القصب <<– يعني أن كان لك نية ترسل .. ارسل لأثنينهم مره وحدة عشان تضمن
سألت نفسي .. لمن يتبع التقاطع ؟؟ .. لو ذهبت الى هناك الآن ومعك خيمة ونصبتها في تلك المنطقة .. لأتتك بلدية شقراء والقصب ومواصلات شقراء والقصب والشرطة والمرور و و و .. وسيقولون لك .. ويحك لما تنصب خيمتك هنا ؟
اتصلت غرفة العمليات على المحقق لكي يعود أدراجه .. خرج من الغرفة وخرجت أنا خلفه ذاهباً إلى المنزل ..
***
بعد ساعة ٍ يتصل بي ( إبراهيم ) ويقول لي : بأنه عندما طلب من الممرضة حين دخلت عليه في الغرفة أن تعطيه " المبول " وأنتم بكرامة .. التفتت إليه وقالت بكل برود .. قم جبه أنت ! .. وقبل أن تخرج الممرضة من الغرفة .. تذهب إلى سرير ( إبراهيم ) و تفصل جهاز النداء الخاص بالممرضين .. وبعد أن أخذته خرجت من الغرفة
إذا كان هذا الامر حصل لشخص لم تتجاوز مدة مكوثه في المستشفى الأربعة أيام .. ولم يمض يومٌ واحد دون أن يزوره أحد .. وحالته تستدعي عدم الحركه إذاً فما بالك لو أن المريض كان كهلاً طالت مدة مكوثه لأسابيع أو أشهر !! .. كهلاً عاجز عن الحركة وتطفئ عنه وسيلة النداء !!
***
في اليوم التالي .. قابلت طبيب العظام وأردت التأكد من حالة ( إبراهيم ) .. تحدثت إليه وقلت له :
Dr. I want to ask you about your patient Ibrahim . What is his condition ?
نظر إلي لوهلة .. ثم أبتسم وقال بفهاوة .. " أمم … إبراهيم !! " .. ثم ألتفت ونادى أحد الممرضين والذي كان اسمه إبراهيم .. قال لي الممرض .. سم بغيت شيء ؟ .. قلت له .. سم الله عدوك .. ابد الله يسلمك .. بس كنت جالس اكلم الدكتور بالانجليزي .. وما دريت الا وهو مناديك .. بصراحة أول مره في حياتي أشوف دكتور ما يعرف انجليزي ! .. أنت متأكد انه دكتور بس ؟ .. يضحك الممرض ويقول لي …. إذا تبي شيء علمني بس ..
في هذه الأثناء .. كان والد ( إبراهيم ) يبحث عن الحرف (واو) لينقل ابنه لإحدى مستشفيات الرياض .. وفي اليوم الرابع بعد الحادث تقريباً .. تجهز أوراق ( إبراهيم ) وكافة التقارير عن حالته .. وينقل بقدم ويد مجبرتين الى الرياض.
أما بالنسبة لـ ( عبد الرحمن ) فلقد خرج قبله بيوم .. وعلى كلام المستشفى أن حالته هي " ابد مافيه إلا العافية " .. وعند وصوله للمنزل وجدنا أن قدميه وساقية فيها ما يقارب العشرين جرح من زجاج السيارة .. عشرين جرح فيها العميق وفيها السطحي .. ولم يوضع عليه أي ضماد أو مطهر أو معقم !!
اخبرنا بأنه قال لأحدى الممرضات بأن تضمد جروحه .. ولكنها قالت بأنها جروح بسيطة .. وهذا انت طيب .. احمد ربك أنك ما مت بس ! .. وبعد ما أنهى كلامه عن الممرضة .. شكى لنا عن ألم في صدره .. قلت له ان شاء الله مافيك شيء .. المستشفى مسوين لك أشعة ثلاث مرات ! .. تلقى اللي فيك وجع بعد ضربة الحادث .. لم يطمئن والده عليه .. فـأخذه لمستشفى خاص وأخذ أشعة لصدره.. وفور ظهور الأشعة أتضح بأن أحد أضلاعه مكسور وأنه بحاجة إلى الراحة التامة ..
أما بالنسبة لـ ( إبراهيم ) فـ فور وصولة لمستشفى الرياض تفحص الطبيب التقرير المكتوب عنه .. ثم طلب أن يأخذوا له أشعة كي يتحقق من ما كتب .. وبعد الإنتهاء من الأشعة والنظر إلى نتيجتها ..قال لـ والد ( إبراهيم ) : ولدك ما يحتاج جبيرة ليده ولرجلة وبنفك الجبيرة اللي في اليد والرجل الحين وان شاء الله ما يكون إلا خير
***
هذا كله يحصل في مستشفى لا يتجاوز عدد المرضى في القسم الواحد ستة أو سبعة !! .. الجروح لم تضمد ولم ينظر لها حتى ! .. كسر في الضلع لم ينتبه له ! .. قدم و يد مجبرتان بالغلط !! .. التقارير مكتوبه غلط !! .. تفصل أجهزه النداء عن المرضى !! .. واللي يزيد الامر غرابه.. طبيب لا يتحدث الإنجليزية <<– مدري وش لون صارت ذي
أعتقد أنه من خلال النظر إلى أوراق الأشعة فأنه يمكن لحوالي 50% من العوام أن يكتشفوا الكسور في العظام .. فكيف بطبيب لا يميز الكسور ولا يفقه اللغة الانجليزية ( قايل لكم قاهرتني ذي ) .. لا احد يقول لي كان ناظرت بنفسك أوراق الأشعة وطلعت الكسور .. انا صراحه اصنف نفسي من ضمن الخمسين في الميه اللي ما يعرفون
إذا كان العلاج غير متوفر .. وتشخيص الحالات غير متوفر .. ( وإن توفر .. توفر بالغلط ).. نقل محترم للموتى غير متوفر .. ناهيكم عن فصل أجهزة النداء ..والممرضات التي لا يؤدين عملهن على الوجه المطلوب .. فمن رأيي الشخصي .. كل واحد ياخذ مريضه لبيتهم احسن له ! .. ونترك المستشفى فاضي كي ينقلب لأستديو تصوير ويمارس المتميلحين هواياتهم بكل أريحية
**
برايفت للدكتور ناضرة : ياليتني كنت في المستشفى عشان أشوف وجيه الاطباء والممرضين .. بعد ما صحيت من نوبتك القلبية الزائفة وقلت لهم : صادوه !
للأمانة : تحدثت عدة مرات إلى عدد من مسؤولي المستشفى .. ولم يتوانى أي شخصٍ منهم بالمساعدة وتقديم العون .. وبعضهم قد بقي معنا لمنتصف الليل .. جزاهم الله كل خير
.
.
مايحس بالنار الا واطيها ! .. زميل ابراهيم رحمه الله توفى قبل اسبوعين أو ثلاثة في حادث مروري وحمل كالبهائم في صندوق وانيت .. وكان ابراهيم رحمه الله رغم صغر سنه يردد لي .. اين احترام الموتى ينقل في صندوق وانيت سيارة !! .. كان يرددها حتى وافته المنيه ونقل في وانيت هو الآخر .. فالأن دور من ؟!
مواضيع عشوائية :