كي لا تكون نعامة !!
يناير 1st, 2009 بواسطة Mr. A
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
عادت بي الذاكرة إلى ما قبل شهرين من الأن .. عندها كان إبن اختي ذو الأربعة عشر عاما يرقد في المستشفى بسبب كسر ٍ في حوضه أثر حادث سير تعرض له .. كنت ذاهباً لزيارته وقد مضى على دخوله هناك حوالي الأسبوع
أذكر حينها أنني وقفت بجواره وهو مستلقي وتحدثت معه عن سرعة تقدم حالته إلى الأفضل .. محاولة مني في تشجيعه و رفع روحه المعنوية ومحاولة ً مني في لعب دور الخال المثالي
خاطبته قائلاً : لا ما شاء الله , طيب اليوم .. على فكره ترى أبوي وأمي وأخواني يسلمون عليك , حتى الكهربائي اللي في حارتنا بعد يسلم عليك .. يقول أنك من يوم ما دخلت للمستشفى وهو خسران لأن أبوي ما عاد صار يناديه عشان يركب لمبات جديدة للحوش بدال اللي كنت تكسرها بالكورة
بس خلاص ان شاء الله ما عاد بقى لك كثير وتطيب .. عموماً ذكرني إذا رجعت للبيت أقول لأبوي لا عاد يركب لمبات جديده
ايييه , وييين كنا و ييين صرنا يا إبراهيم .. ما شاء الله عليك الظاهر بعد يومين بجي للمستشفى عشان ازورك وبلقاك نازل تحت وجالس تنتظرني في المواقف عشان أرجعك للبيت <<– يسمع برفع المعنويات
بعد أن أنتهيت من خطبتي العصماء سألته: ليش ما تجرب تجلس وانت على السرير؟؟ .. رد علي وهو يحاول النهوض بجسمه قليلاً , بإنه حاول أن يجلس قبل حضوري ولكنه شعر بدوار شديد يجبره على العودة إلى الإستلقاء ..
ظننت وقتها بأنه يقول هذا الكلام كي يجذب الانظار إليه ولكي يعطى المزيد من الإهتمام .. فهو شاب وفي مرحلة نمو وملازمته للفراش لمدة أسبوع لن تأثر عليه إلى هذه الدرجة .. هذا ما كنت أعتقده .. ولكنني اليوم أيقنت بأن كلامه كان صحيحاً
فقبل حواليٍ الأسبوعين أصيب والدي بنزلة بردٍ شديدة جعلته يلازم الفراش طوال هذه المدة .. والأن وبعد أن منَ الله عليه بالشفاء وبدأت أعراض المرض تخف، طلبنا منه الخروج إلى الحوش تحت ضوء الشمس لكي تتنشط دورته الدموية قليلاً !
في بادىء الأمر رفض والدي النهوض .. فأقتربت منه وقلت له : يالله يا يبه عطني يدك وخلني أمشيك شوي .. نزرني نزرةً شديدة اللهجة وقال لي : أنت خبل وخر عني أقول لك ما اقوى أقوم .. ما تفهم أنت؟
هنا أحتدم الأمر فخرجت لأمشي في الحوش قليلاً .. بدأت الهواجيس تشق طريقها إلى عقلي فأضطريت أن احول جسدي إلى القيادة الألية كي أخذ راحتي في التفكير .. طرأ على بالي والد أحد زملائي الذي الزمه المرض الفراش مدةً تجاوزت الشهر وبعد خروجه من المستشفى لم يستطع الوقوف !!
لأن جسده تعود على ملازمة الفراش و عضلات قدمية قد أرتخت وأصبح يشعر بدوخة فور محاولة الوقوف .. اتذكر كلام زميلي عن والده بأنه لم يعد يستطيع الوقوف والمشي مرةً اخرى !! ..لأنه أطال مدة الجلوس بدون نهوض حتى بعد خروجه من المستشفى .. بل أستمر في الجلوس مستسلماً للدوار الذي يصيبه حين محاولة وقوفه
أدركت أن الشخص حين يطيل الجلوس أو الإستلقاء لفترة طويلة دون حركه فأن جسده بالتالي لن يستطيع العودة للمشي مجداداً بسهولة .. بل سيحتاج إلى عزيمة وإصرار وعديد من المحاولات كي يستطيع المشي مرةً اخرى وإلا سيلزم الفراش بقية عمره.. !!
الـزبـدة 
يجب عليكم محاولة إيقاف أوتحريك المرضى وعدم تركهم مستلقين لفترة طويلة .. بل أن تشجيعهم ودفعهم للحركه أمر مهم جداً كي لا يصبحوا كالنعام !! .. فمن المعروف بأن النعامة إذا جلس لفترة تتجاوز الثلاث أو الأربع ساعات تقريباً فانها لن تستطيع الوقوف مجداداً .. أتمنى أن تكون الفكرة قد وصلت للجميع , وأن لا تفهم نظريتي بشكل خاطئ وتصيرون تنامون وأنتم واقفين
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين أجمعين
مواضيع عشوائية :